من العنف إلى العراء: اللاجئون السودانيون في إثيوبيا بلا مأوى أو حماية

كتبت: د. هيام الإبس
أدت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح مئات الآلاف من السودانيين إلى دول الجوار بحثاً عن الأمان. لكن اللاجئين الذين وصلوا إلى إثيوبيا وجدوا أنفسهم يواجهون معاناة جديدة، حيث تحوّلت رحلة الهروب من العنف إلى صراع آخر للبقاء.
الهروب من العنف إلى العراء
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير ميداني أن ثلاثة لاجئين سودانيين، (عبد الله، محمود، كرم)، يعيشون في غابة “أولالا” في إقليم أمهرة دون حماية أو موارد أساسية.
- عبد الله، مدرس لغة إنجليزية، فرّ من مخيم للاجئين بعد تعرضه لهجوم من مسلحين محليين. وصرح قائلاً: “كنا نعيش كابوساً يومياً وسط صوت الرصاص وصراخ النساء والأطفال”.
- محمود، عامل بناء، وصف لياليه بالرعب المستمر وقال: “كل ليلة كانت تحمل معها الخوف والدمار”.
تصاعد الخطر وتدهور الأوضاع
اندلاع القتال في إقليم أمهرة في أغسطس 2023 فاقم أوضاع اللاجئين، حيث أصبحت المخيمات هدفاً لهجمات متكررة من جماعات مسلحة، مما أسفر عن وقوع قتلى وسرقة الممتلكات. أشار اللاجئون إلى غياب الحماية من السلطات المحلية، مما زاد من شعورهم بالعزلة واليأس.
انتقادات دولية وتحذيرات حقوقية
حاولت الأمم المتحدة تقديم حماية محدودة للاجئين، لكنها فشلت في وقف الهجمات، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش. أشارت التقارير إلى أن المخيمات أُنشئت في مناطق غير آمنة دون توفير الحد الأدنى من متطلبات الحماية.
- عائلات بأكملها تُجبر على النوم في العراء.
- البعض يعود إلى السودان للبحث عن طرق بديلة للفرار إلى مصر أو ليبيا.
الأزمة السودانية: خلفية وأرقام
- بدأت الاشتباكات في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
- أسفرت المعارك عن مقتل أكثر من 20 ألف مواطن وتشريد ما يزيد عن 14 مليون شخص، من بينهم أكثر من مليون لجأوا إلى دول الجوار.
- برغم الوساطات الدولية، لم تُنفذ أي هدنة بشكل فعّال، مما أدى إلى استمرار المعاناة الإنسانية.
معاناة مستمرة
في ظل غياب حلول مستدامة، يظل اللاجئون السودانيون في إثيوبيا عالقين بين نيران العنف وعدم اهتمام السلطات. قضيتهم تعكس الوجه المأساوي للصراعات المسلحة، حيث يتحمل المدنيون العبء الأكبر من ويلات الحروب.