كتبت / أمل الوكيل
من الوهلة الأولى.. يسرقون قلوبنا بنظرة منهم، فنرى بهم وفيهم كل البشر، وتذهب إليهم مشاعرنا رُغمًا عنا، وتبتسم الحياة وتُزهر الورود في حدائق أرواحنا، ونسمع في همسهم دفء أنفاسنا، ويصير حديثنا إليهم كحروف منقوشة على نبضهم، فنحيا حالة فريدة من نوعها؛ لها إحساس خاص لنا ومذاق خاص لهم، ونفتح أيدينا ونعد على أصابعنا “فأولًا.. وثانيًا.. وعاشرًا” هُم أحبابنا، وبعد مضي المواقف والصُدف، واحدة تلو الأخرى، نعود إلى نُقطة البداية من جديد، ونعود كما كُنا أغرابًا، لا يعلم كُلٌ منّا عن الآخر شيئًا، وترحل أرواح الأشياء بعيدًا، ونرى كل الأشخاص بملامح مُتشابهة، وتصبح كُل التفاصيل من حولنا ملولة مُكررة، ونتساءل: هل هذا كان اختبار من الخالق؟ أم عقاب؟ أم شيء آخر يجمع بين هذا وذاك.. اسمه القدر؟