أراء وقراءات

من القلب للقلب ذكريات للبيع

بقلم / أمل الوكيل

 

رغم أن لافتة شقة للبيع لافته عادية نلحظها دائما على عدة بيوت ونحن نمر بجانبها في كل أرجاء المدينة، إلا أنها عندما عُلّقت على شرفة بيت امى التي توفاها الله،كان معناها مختلف،

لقد كان مكتوب عليها جُمل بخط لا يراه إلا القلب الذي تعلق بذاك المكان…
مكتوب ذكريات للبيع، أصوات ضحكات للبيع، لمة أهل للبيع، أجمل والذطعام وحلويات للبيع…حب وبراءة للبيع…رائحة عيلة ولمة للبيع

سُطرت هذه الكلمات خلف كلمة “شقة للبيع”.
لا يعلم ألم هذه الجملة إلا كل من عَلّق يوما ما لافتة
“شقة للبيع”، خصوصا من كان يغفو ويحلم بين جدران هذه الشقة. من كان يشتاق لإبتسامة طيبة تغمره فرحة فور قدومه، ويداً مجعدة طيبة تلوح بالأفق من ذات الشرفة تودعنا وعيونها لا تفارقنا ونحن نرحل من تحت بلكونتها، لا تهدأ ولا تدخل للغرفة حتى تودع آخر واحد فينا.

منتظرة نهاية الأسبوع سريعا لنعود ونجتمع وتتعالى الضحكات في ذات الشقة التي نُقش عليها للبيع…
وهذه هي الحياة، كل شقة في المستقبل سيكتب عليها للبيع، بعد رحيل الطيبين وبعد جفاف عطرهم من على الوسائد والشراشف.
وبعد جفاف الأواني من رائحة الطعام الزكية التي كانت تغلي على النار.
فيوما ما سيُكتب هاهنا أيضا
“شقة للبيع” ونصبح من الذكريات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.