أراء وقراءات

من القلب للقلب…كلهم حتة منك

كنبت امل الوكيل

فكرة إن شخص يشاركك حياتك فـ هو بيصنع تاريخك إنت، بيدخل في صُنعك إنت شخصيًا، وده بيبان اوي من تصرفاتك لما بتحاول نقلدهم فـ حاجات حتى لو انت مش واخد بالك، بيبان لما بتقعد تتفرج على صوركم القديمة وتشوف نفسك معاهم، بيبان لما بتفتكر حياة كنتوا بتخططولها سوا، أو وعود وآمال عن المستقبل كانت بينكم.

فِكرة إن شخص ما يقرر فجأة إنه ينسحب من حياتك، فـ هو بياخد جُزء من تاريخك، بياخد جزء منك إنت شخصيًا.
وعلى قد قرب الشخص ده منك، على قد صُنعه لجزء كبير من شخصيتك، على قد الجزء المفقود منك بعد إنسحابه من حياتك.

علشان كده فكرة الفقد مش زي ما بيقول الناس “الدنيا مليانة بشر، و “الحياة ما بتقفش على حد”، و”لو راح واحد يجي غيره”.
أبدًا والله …

الأب والأم فراقهم بيقتل الجزء الطفولي جوة الإنسان،لإنهم بياخدوا معاهم كل ذكريات الطفولة، ذكرياتنا واحنا صغيرين بعدها فجأة بدل ما المفروض تكون مصدر بهجة، هتبقى مصدر ألم وحُزن لإنها بتفكرنا بأكتر اتنين أثّروا فينا وفـ شخصيتنا.
فجأة بتلاقي نفسك مسئول عن نفسك، بتلاقي مالكش سند، مالكش حد تعول عليه وقت ما تحتاج.
فجأة تلاقي مافيش حد يعاملك على انك لسة صغير ولسة محتاج لوجوده في الحياة، فجأة بتحس انك كبرت … كبرت لدرجة بخاف لما بتخيلها.

صاحبك اللي مساندك دايمًا في حياتك من وقت الكلية لحد الشغل لحد بعد ما تتجوزوا، لو فجأة سافر علشان يشتغل، بتحس ان الدنيا حواليك بقت ناقصة، وهيقتل جواك حاجات كتير كانت هتبقى موجودة لو هو موجود .. وبرده ذكرياتكم هتبقى ذكريات مؤلمة بدل ماكانت ذكريات سعيدة.

كل ما بنكبر في العُمر بيبقى صعب علينا اننا نفقد حد، لإن الشخص اللي فقدناه ده، هيبقى كوّن جزء كبير اوي من حياتنا، جزء لا يُمكن نعوضه..
علشان كده في ناس بعد عُمر معين لو فقدوا حد عزيز عليهم، بيتمنوا الموت بكل صدق، وده لإن الجزء الراحل منهم هم شخصيًا .. أكبر من الجزء المتبقي لهم في الحياة.

فـ حقيقي مافيش حاجة اسمها “الحياة ما بتقفش على حد”
لأ .. الحياة بتقف على ناس كتير، لو هُم راحوا … عُمرها ما هترجع زي ماكانت أبدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.