بقلم : محمد بهى
عملية بناء الإنسان المقصود بها بناء المواطن الصالح لأن الإنسان هو العامل الأساسى فى صناعة حضارة أى مجتمع
ولكن عملية البناء تحتاج إلى توفير المقومات والإمكانيات اللازمة لإتمام عملية البناء وتحقيق الهدف المنشود من البناء و الوصول إلى أفضل معدلات الإنجاز التى نسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع,ولذلك يجب العمل على حُسن صناعة العقل والفكر وهذا يأخذنا إلى الحكمة المشهورة (العقل السليم فى الجسم السليم) ولذلك يجب أن يتوفر للإنسان الغذاء اللازم لبناء جسده أولاً ثم بناء عقله وفكره وتنمية قدراته وتطوير مهاراته حتى يستطيع مواجهة متطلبات الحياة والتكيف مع البيئة المحيطة وبالتالى يمكنه التعامل والتعايش والابتكار والإبداع وخدمة المجتمع وصناعة الحضارة
وأرى أن مقومات عملية بناء الإنسان تتكون من الجينات الوراثية والمسئولية الحكومية فى توفير الإحتياجات الأساسية للحياة مثل الطعام والشراب الصحى لبناء الأبدان وأن يسود الأمن والأمان وتحقيق العدالة بين كافة أفراد المجتمع حتى يمكن تحقيق الذات البشرية والشعور بقيمة الفرد فى المجتمع وبالتالى تقديره وقدرته على صناعة الحضارة
واذا كنا نتحدث عن بناء الإنسان المصرى نجد أن الجينات الوراثية متوافرة جدا بدليل أننا مازلنا نتباهى بحضارة صنعها أجدادنا القدماء منذ أكثر من سبع ألاف سنة أما بالنسبة للمسئولية الحكومية فهذه هى أصل المشكلات وتتحملها سياسات الحكومات السابقة التى أدت الى تدهور ثقافة الانسان المصرى بعد أن طغت الثقافة الجماهيرية المقتبسة من الثقافة الغربية التى استهدفت تدمير الإنسان المصرى دون أدنى رقابة من الحكومات السابقة كما أنها لم توفر المقومات والإمكانيات اللازمة لبناء المواطن الصالح
إن من الإنصاف أن نحدد المسئوليات لكل طرف فى عملية بناء الإنسان المصرى وأن يقوم كل طرف بمسئولياته على أكمل وجه حتى تتم عملية البناء بالشكل الأمثل الذى نسعى إلي تحقيقه ونصنع حضارة تفوق حضارة الأجداد