احدث الاخبار

من الوَلِعَ وَلَّعَ

بقلم أيقونة الاتزان /السفير د. أحمد سمير

شهدت مدينة لوس أنجلوس في بداية عام 2025 حرائق هائلة دمرت مساحات شاسعة من الغابات والأراضي، وتسببت في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وتشريد الآلاف، ودمرت آلاف المنازل والبنية التحتية ورغم صعوبة الأمر لكنها ليست أول مرة تحدث وأيضا سوف لا تكون أخر مرة فالأمر ليس به شماتة فقد علمنا ديننا أنه لا شماتة مع الأخر حتي لو مخالف لديننا وفكرنا وعقيدتنا فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلام: (إذا رأيتم الجنازة فقوموا) قالوا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي فقال: (أليست نفسًا) وهذا ما ينطبق على عامة الناس ولكنها في حق الظالمين والمنحرفين حق لتنبهم أن ما تقومون به خطا وأن الجميع يتمني أن تكونوا من الهالكين.

 وسوف أخص هنا بمثالين الأول لرئيس أمريكا المنتخب الذي قال أمام العالم كله أنه بعد أن يتسلم الحكم فسوف يجعل الشرق الأوسط جحيم فاذا بالرد يأتيه سريعا من رب العالمين بجعل بلده جحيم ولكن هذا ليس بغريب عنه فقد نشرت صحيفة “بوليتيكو” (POLITICO) الأميركية، يقول المختص في الطب النفسي والمحاضر في كلية الطب بجامعة ييل، جيمس كيميل، يقول أن الرئيس الأميركي لا يتوقف عن الحديث عن المؤامرات التي تحاك ضده، والأعداء الذين يعملون على الإطاحة به مما يجعل الإشارات التي تصل إلى الدماغ نتيجة الشعور بالظلم، مشابهة تماما لما يحدث لمدمن المخدرات؛ إذ تتسبب الاستثارة في توقع تجربة ممتعة تحفزها الرغبة في الانتقام .

ويعتقد الكاتب، أن رغبته في الانتقام تبدو حالة قهرية لا يمكن السيطرة عليها وأن رغبته المستمرة في الانتقام من خصومه، لا تلحق الضرر به وحده؛ بل تؤذي المجتمع كله فمن ( الوَلِعَ وَلَّعَ ) والوَلِعَ هو الحب الشديد وفي حالته الحب الشديد للسيطرة والانتقام والشعور بالفوز دائما حتي لو على جثث المظلومين فتكون النتيجة أنه وَلَّعَ أي أنه أول من يحترق بنار الانتقام فمن ( الوَلِعَ وَلَّعَ )  .                                                                                     

والمثال الثاني هي رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس فهي أول شخص مثلي من مزدوجي الميول الجنسية يتولى هذا المنصب، وقد اتهمت بتحيزها للأشخاص المثليين والذي دفعها إلى ترقية موظفين غير أكفاء في أوقاتٍ قياسية واستبعاد الكوادر المتميزة طالما لا يتفقون معها في الأفكار والميول، وهو ما عرضها لانتقاداتٍ لاذعة من الإعلام الأمريكي الذي اتهمها بالتسبب في خروج الكارثة عن السيطرة بسبب سياستها العنصرية .

وكي لا ندخل في الأحكام الفقهية التي تنص على عقاب المنحرفين جنسيا ،ولكن سوف أذكر هنا قصة سيدنا لوط الذي يعلمها القاصي والداني فكان جزاء انحراف قومه أن انقلبت الأرض بهم وحرقهم قال تعالي ( فَجَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٍ) سورة الحجر (74)

وهذا ما حدث يا سادة فمن (الوَلِعَ وَلَّعَ) فمن الحب الشديد للانحراف والسلوك الشاذ والإصرار على تزكية هذا الأمر وتعزيزه في المجتمع رغم انحرافه فكانت النتيجة أنها أول من احترقت بنار الانحراف فمن ( الوَلِعَ وَلَّعَ )

وختاما أنه لكل ظالم عقاب سواء من البشر أو الطبيعة أو تؤخر إلى يوم الحساب فكلها بأمر الله فاستقيموا يرحمكم الله

من الوَلِعَ وَلَّعَ 2

السفير د. أحمد سمير

عضو هيئة ملهمي ومستشاري الأمم المتحدة

السفير الأممي للشراكة المجتمعية

رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية

 

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. صدق الله العظيم ورسوله الكريم
    ماشاء الله صدقت دكتور احمد بارك الله فى حضرتك شرح مميز ومبسط للاحداث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.