احدث الاخبار

من جهلي تمنيت الموت لأبي.

بقلم /عزه السيد

شعرت بألام رهيبة في معدتي فذهبت للطبيب وبعد الكشف طلب مني عمل منظار لمعرفة سبب هذا الألم، بالفعل ذهبت إلى المستشفى وفي غرفة الإنتظار جلست بجواري فتاة تبكي بحرقة لكن في صمت، شعرت بالشفقة عليها فحاولت أن أتحدث معها لعلي استطيع أن  اخفف عنها ما تعانيه، وكأنها كانت تنتظر أن يحدثها أحد بل كانت تحتاج ذالك بشدة فبمجرد سؤالي… اختي ما الذي يبكيكي؟
إنهارت وتحدثت بألم وفاجأتني باجابتها..
لقد أسأت الظن بالله
نظرت لها متفاجئة
ماذا تقولين؟ من جهلي تمنيت الموت لأبي. 2
أجابت.. نعم لقد أسأت الظن بالله وبرحمة الله وتسبب جهلي بأن تمنيت الموت لأبي
طلبت منها أن تهدأ وتخبرني بالموضوع من الأول
فقالت:ماتت أمي وانا صغيره وتولى ابي تربيتي وكان ابي هو دنيتي هو الأب والأم الصديق والرفيق هو النور الذي يضئ حياتي، ويشاء الله أن يصاب أبي بالمرض… أصيب ابي بورم في الكلي، وظل يداري عني الامه حتى لا اتألم وكي لا أحزن، اتعلمي…. كنت اصحو ليلا واذهب لغرفته دون أن يدري واراه يبكي من الألم دون صوت حتى لا أشعر به
وكان رأي الأطباء هو ضرورة الجراحه وإزالة الكلية بالكامل حتى لاينتشر المرض بجسده، لم تكن تلك هي المشكلة بل المشكلة هي أن الكليه الثانيه لا تعمل……. لقد كان أبي مريض منذ فترة طويلة ولكنه اخفي على حتى لا يؤلمني وتحامل على نفسه مخفيا الامه إلى أن اكتشف ان الكلية الأخرى أصابها المرض ويجب إزالتها، وهذا ما اجمع عليه الأطباء
واصبح الوضع كليه تعاني ورما وكليه تعاني فشلا، فكرنا في إزالة الكليتين وزرع واحدة ولكن أين ومن أين.. انتي تعلمين كم هذة العمليات مكلفة ولا يقدر عليها من يعيش على راتب شهري يكفيه بالعافيه، فكرت ان اهب أبي كليتي واخبرت الطبيب المعالج من وراء أبي وقام الطبيب بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة ولكن للأسف أخبرني الطبيب أن كليتي غير مناسبة، طرقت كل الأبواب ولكن للأسف لم يسعفني احد فالمبلغ المطلوب كبيير والكليه غير موجودة وعلينا أن ننتظر أن يأتي الفرج من عند الله.
ولكني كلما رأيت ابي يتألم ويئن من الألم وبدأت حالته تسوء يومآ بعد يوم.
وفي تلك اللحظات التي أراه يتألم فيها كنت أتمنى له الموت… نعم الموت فجهلي بعظمة الله وقدرته جعلني اسيئ الظن بالله واقنت من رحمته… وبدلا من أن اتمنى من الله ان يقف إلى جواره ويمن عليه بالشفاء، كنت أتمنى له الموت ليرتاح من ألامه .
وفي يوم كنت متوجهه للمستشفى لرؤية أبي وعند دخولي باب المستشفى رأيت سيدة في الستين من عمرها تبكي ملتاعه لأن زوجها صدمته سيارة منذ لحظات ونقلوه على غرفة العمليات في محاولة لإنقاذ حياته، جلست بجوارها وأنا أدعو لزوجها ولأبي بالشفاء فنظرت لي وسألتني ما بأبيكي فاخبرتها وانا ابكي فوضعت يدها على كتفي تربت على وقالت لي ادعي الله فهو أرحم بأبيكي وبزوجي، وقتها تذكرت انني تمنيت الموت لأبي ليرتاح من ألامة وقتها بكيت بحرقه لجهلي ويأسي من رحمة الله.
بعد دقائق أتى الطبيب ليخبر السيدة أن زوجها للأسف توفي إنهارت السيدة وبكت بحرقه ولكنها قالت وسط دموعها الحارقة… هذه إرادة الله وقالت… اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها ووسط دموعها والامها نظرت لي وقامت وأخذت الطبيب بعيدآ عني وتحدثت معه قليلا فأسرع الطبيب مهرولا لا اعلم إلى أين.
دخلت لأبي للاطمئنان عليه فوجدته نائما بعد أن اعطوه المسكنات
وبعد قليل جاء لي الطبيب وبصحبته السيدة التي توفي زوجها منذ قليل وأخبرني أن السيدة ستهب اباها كليتا زوجها
ويشاء العلي القدير أن تتوافق أنسجة ابي والرجل المتوفى.

وأنا من جهلي برحمة الله كنت أتمنى الموت لأبي ليرتاح من الامه فجاءت الراحة له من رحمة الله
نقاء القلب .. والعشم في الله .. والثقة المطلقة في تدخل الله الحاسم والسريع
قادر على نقل جبل .. قادر على اشباع جموع .. قادر على ملئ الشباك
سامحني يا الله على كل لحظة شكيت فيها بوعودك ومشيئتك وقدرتك على حل الصعاب

كانت تخبرني الفتاة كل هذا وهي تنتظر اباها ليخرج من غرفة العمليات فهو في هذا الوقت كانت تجري له العملية التي بأذن الله ستريحه من ألامه

ليتنا نعلم أنه مهما كانت الألام والصعاب فيجب أن لا نفقد الأمل في الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.