من دروس الهجرة ( 3 )
بقلم / أ.د. نادية حجازى نعمان
لكل واحد منا فى الدنيا أنفاس معدودة فى أماكن محدوة بآجال معلومة و أرزاق مقســومة.. دعونا نتذكر أول أيامنا فى حياة القبور والذى سنكون فيه وحدنا .. وليس لدينا قدره على العمل .. نتذكر هذا الموقف وندعى الله ” اللهم أجعل عملنا صالحنا مؤنسًا لنا إذا أوحشنا المكان و فارقنا الأهل و الجيران فتداركنا برحمتك يا الله .
قال الرسول ” لاهجره بعد الفتح و لكن جهاد و نيه ” و مع جهاد النفس لعمل الطاعات و تطبيق سنه الرسول نتذكر اول خطبه خطبها الرسول … قال فيها ” من استطاع ان يقى نفسه من النار و لو بشق تمره فليفعل و من لم يجد فبكلمه طيبه ” .الكلمه الطيبه صدقة … فلنتحرى الكلمه الطيبة .
قبل أن نبدأ فى دروس الهجرة نتذكر قول الله و لئن شكرتم لأزيدنكم ….ربنا انعم علينا و مد فى عمرنا عامًا آخر و انتهى العام الهجرى فلنحمده فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول لايزيد المؤمن عمره الا خيرا “.
و لنتذكر أن من عوامل طول العمر صلة الرحم فالرسول يقول من سره ان ينسأ له فى رزقه و يطال له فى عمره فليصل رحمه : نصل رحمنا و نحمد ربنا على السنه اللى طالت فى عمرنا و نحمده على الخير الذى عملناه و نستغفره على كل ذنب أذنبناه و نبدأ العام الهجرى الجديد بشهره المحرم بتذكر حديث الرسول أن ” افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ” فلنصوم منه ما استطعنا و نخصه بتاســـوعاء و عاشوراء .
قال الرسول ” لاهجرة بعد الفتح و لكن جهاد ونيه ” فلنصلح نيتنا … ولنعدل نوايانا والتى يمكن أن نأخد ثواب كبير نتيجتها حتى لولم نستطع القيام بالعمل فعن أنس ابن مالك أن رسول الله عندما رجع من غزوه تبوك فدنا من المدينة قال :
إن بالمدينه أقوامًا ماسرتم مسيرًا و لا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم قالوا يا رسول الله من هم فقال هم بالمدينه وقد حبسهم العذر ” .
عندما بارز على ابن أبى طالب مشركًا فلما سقط المشرك بصق فى وجه علي عندما اوشك أن يسدد فى جسده … طعن علي طعنه فى الرمال قبل ان يطعن فى جسد المشترك …وذلك لأنه لما رأى نيته تغيرت وخشى ان يقتل المشرك انتقاما لنفسه طعن طعنه فى الرمال كانت حظ نفسه و كان خلالها يعدل نيته لله ثم سدد القاضية فى المشرك فكانت خالصًة لله رب العالمين .
دعونا ننوى كل خير مع بداية العام الهجرى الجديد و على رأس النوايا أن نسامح كل من أخطأ فى حقنا أو ظلمنا ولنتذكر أن عمرو بن العاص عندما ذهب وعاش ثلاثة أيام مع من قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة….وجده أنه لايفعل جديد غير أنه لا يبيت إلا و قلبه لا يحمل شيئًا لأحد
