الصراط المستقيم

من دروس الهجرة ( 4 )

بقلم / أ.د.نادية حجازى نعمان
3/9/2019
من أعظم دروس الهجرة ” صناعة الأمل ” … الأمل فى نصر الله … الأمل فى الفرج بعد الشدة والعزة بعد الذل …..
1. بدأت الهجرة بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم وكفار قريش محيطون بالدار وهو هالك لا محال فكانت أول صناعه منه للأمل بأن أوكل أمره إلى الله وخرج وهو يتلوا
قول الله تعالى ” وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ” وفعلا خرج ولم يروه الكفار .
2. يخرج وأبو بكر ويصل المطاردون إلى باب الغار ويقول أبو بكر لو أن بعضهم طأطأ بصره لرآنا ويصنع الرسول ثانى درس للأمل برده بيقينه فى حمايه الله وأمله الكامل فى ذلك فيقول يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .
3. يلحق بهما سراقه بن مالك وكان من الممكن أن يرجع بهما أسيرين لقريش ولكن يصنع الرسول الامل للمره الثالثه فلا يبالى بسراقه ويقول له ابو بكر : يا رسول الله قد لحقنا فيقول له فى صناعة جديدة للأمل فى وقوف الله معهم لا تحزن إن الله معنا وغرزت رجلين فرس سراقه وأدرك أنه ممنوع عنهما وعاد وكان يقول لكل من يقابله إرجع فقد كفيتكم ما ههنا .
لا بد من خلع الياس والقنوط فهما ليسا من سلوك وخلق المسلم وقال سبحانه وتعالى ” ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ” فمن ابتلاه الله فى رزقه أو صحته أو ولده …. فلا ييأس
ومن أخذ الموت أحباءه … فلا تيأس
فعلينا تذكر رحمه وفضل الله علينا والرضا ومحاولة صناعة الأمل وتذكر قول الله تعالى
” لا تقنطوا من رحمة الله” و “ومن يقنط من رحمه ربه الا الضالون ”
والقوه التى تبعث الأمل فى النفس هى الإيمان فالمؤمن يري أن الامور كلها بيد الله فيتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا عند ظن عبدى بى إن ظن خيرًا فخيًرا وان ظن شرًا فشرًا فيحسن الظن بالله ويتفائل . المؤمن يرضى بكل ما يصيبه بتذكره قول الرسول ( عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له ) ….فاذا تيقن الانسان أنه موعود بالخير فى كل الاحتمالات فكيف لايكون عنده أمل وكيف ييأس .
المؤمن يعلم ان ضعفت نفسه فوقع فى معصية يسارع إلى التوبة فيغفر الله له فكيف ييأس والله يقول” قل لعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمه الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا أنه هو الغفور الرحيم”

المؤمن يعلم أن بعد الضيق يسر فكيف ييأس والله يقول ” فإن مع العسر يسرا” …..كل هذا معنى أن الإيمان يبعث الأمل فى النفس ويصرف اليأس عنها

وعلينا مع بداية العام الهجري الجديد أن نحاول بث الأمل فى نفوسنا ونفوس الآخرين وذلك بتقوية الإيمان فى نفوسنا ونفوس الاخرين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.