شعر / محمد السيد راشد
من هي حبيبتي التي اذا غربت عني
تطفيء الشموس جميعها
وأن حضرت تضيء كل الأقمار .
وأن غازلتها يتسرب من وجهها نور
ينير الأيام والشهور والأعوام وجميع الأعمار .
وأن حزنت تتوه الأرض عن نفسها
وتضيع الكواكب بين المدرات
وتجف البحار وتنتهي عذوبة الأنهار.
من تكون هي حبيبتي
التي اذا ضحكت ملئت كؤؤس الفرح
وفتحت بابان السعادة وفرجت كروب وأبيض وجه الأماني وأعلنت جميع الأسرار.
من هذه التي اذا عانقتها
توقف الوصف وتوري الخيال واعتزلت الأحلام وتخطيت كل الحدود بيني وبين الأساطير وهدمت بيني وبين المعجزات
جميع الأسوار.
من تكون هذه صاحبة الدلال
الذي اذا تدللت وتدلعت
نبت في الروح شعور فوق الحنان بحنان لا نعرف له بين الكلمات والمعاني من أوصاف ولا ذكر في الأشعار كأنهي ورد الفؤاد وتسبيح
الروح وكل دعوات القلب والأذكار.
من تكون هي حبيبتي التي حيرت
الشعراء والكتاب واحتارت الأوصاف
والمعاني فيها بين القوافي
وعنوانة القصائد والمعلقات
والدواوين باسمها كأنها
البلور والظلام والنسيم
والهدوء والسكينة والأعصار.
كلما رأيتها ذهب العقل من جمالها
إلي الجنون فلا يعلم القبطان
ما الفرق بين الرسيان والابحار .
من تكون هذه فاتنة الحسن
التي جمعت المحراب والقدس
والغفران مع الذنوب والمعاصي
والاعتراف مع الانكار.
من تكون هي حبيبتي التي
لا أتوب أبدا عن حبها
وأن تاب الحب
واستغفر الغرام.
من هذه الذي عشق العشق
كل ما فيها من أسحار.
من هي؟ هي حبيبتي
وما أجمل الحياة أن تكون هي حبيبتي حاضري مستقبلي
وكل ما في الذكريات والماضي
خواطري ونبضي والفؤاد
وكل ما بين بنات الأفكار.
محمد السيد راشد
كاتب وباحث وشاعر