مهمة رسمية فى قلب روسيا
بقلم – إبراهيم عوف
مفاجئة – علي غير موعد قادت ثلاثة من الصحفيين المصريين إلى روسيا لمشاركة وفود صحفية من عدة في جولة تشمل اربع مدن روسية.
بدأت الرحلة بمكالمة من المستشار الثقافي للبيت الروسي بالقاهرة السيد شريف جاد، مفادها الإستعداد للسفر إلي روسيا بعد أربع أيام، و في مساء اليوم التالي إتصال آخر، يخبرنا بضرورة التواجد بعد يومين بحقيبة السفر وملابس ثقيلة وأحذية تصلح للسير علي الجليد في التاسعة صباحا في مبنى القنصلية الروسية بالدقي، للحصول علي التأشيرة والسفر إلى موسكو فى الثالثة عصرا اليوم ذاته على الخطوط الروسية.
في الموعد تواجدنا نحن الثلاثة أنا ومعي الزميل طلعت أسماعيل مدير تحرير ال الشروق، والكاتبة الصحفية بسنت الزيتوني من مجلة صباح الخير، في القنصلية الروسية في الموعد المحدد حتي الثانية عشر ظهرا، فلم يعد أمامنا سوى ثلاث ساعات على موعد اقلاع الطائرة فهرولنا إلي البيت الروسى لأخذ حقائبنا والإنطلاق على عجل إلى مطار القاهرة الدولى ، غير مصدقين اننا يمكن نلحق بالطائرة مع ساعة الذروة المرورية بوسط القاهرة والزمان المعتاد، حتي وصلنا في الوقت المناسب بفضل الله.
في أعقاب إجراءات وزن الحقائب وختمت الجوازات، جلسنا في صالة الصعود إلى الطائرة فى رحلة تخطت الساعات الست.
مكثنا فى مطار موسكو قرابة الساعتين ومعنا العديد من المسافرين وبعض الطلبة المصريين، اتصلنا بالدكتور شريف جاد فأخبرنا ان السيدة أيفيجينيا بافليوكوفا ستكون في أنتظارنا ، وكانت الصاعقة الثلجية في استقبالنا بمجرد خروجنا من المطار.
وصلنا فى وقت متأخر من الليل وأستيقظنا في الصباح الباكر أستعدادا للإنتقال بالحافلة إلى مقر وكالة “أيما برس للإعلام” لنبدأ أولى الفعاليات التى جئنا من اجلها.
وداخل قاعة إجتماعات فسيحة تجمع صحفيون من مصر والمغرب ولبنان والأردن وسوريا والكونغو وتنزانيا وإثيوبيا وتركيا وقيرغيزستان حيث كان فى انتظارنا عدد من المسئولين والأكاديميين الروس للحديث في ندوة “الحبوب كأداة لتحقيق إمكانات التصدير الروسية فى السوق العالمية”.
شهدت الندوة نقاشات جادة بين الصحفيين و المسئولين الروس عن مشروعات الأمن الغذائى داخل روسيا، وقضايا توفير الغذاء لملايين البشر في العالم .
و عقب حوارات ومناقشات استمرت اكثر من ساعتين انتقل الوفد الصحفى إلى مركز “سكولكوفو” للابتكار، وهو عبارة عن مبادرة تهدف إلى إنشاء بيئة مستدامة للابتكار وتعزيز ثقافة لريادة الأعمال من أجل دعم تنمية التكنولوجيات المتقدمة وتسويقها فى الاتحاد الروسى وخارجه، حيث قدم المشرفون على المركز شرحا للنظام البيئى فى” سكولكوفو”، والتعريف بالشركات الناشئة الموجودة فى “تكنوبارك”، فضلا عن التطورات الروسية الجارى العمل عليها فى الوقت الراهن لخدمة أغراض البحث والتطوير للمنتجات الزراعية.
و المحطة الرئيسية للزيارة تمثلت في الوقوف على المشروعات الصناعية فى مجال الأمن الغذائى و تطلبت السفر من موسكو إلى مدينة سان بطرسبرج في رحلة بدات.فى الصباح الباكر من محطة قطارات موسكوفسكى .ثم وصلنا إلي مصنع توراس ــ فينيكس ” TAURASــPHOENIX”.المتخصص في صناعة معدات تغليف وتعبئة المواد الغذائية.
المحطة التالية كانت داخل مصنع جرارات بطرسبرج التابع لشركة JSC لإنتاج اللودارات والجرارات الزراعية من ماركة «كيروفيتس» والتى تأسست عام 1801 وبدأ صناعة الجرارات عام 1924- إن المصنع يستعد فى عام 2024 للاحتفال بمرور مائة عام على بدء صناعة وتصدير الجرارات- وينتج المصنع حاليا 3000 جرار بقدرات مختلفة تتراوح بين 240 حصانا و420 حصانا. والمصنع مقام على مساحة 200 ألف متر مربع.
وداخل المصنع أطلع الوفد الصحفى على صناعة الجرارات بدءًا من مراحل التصمييم مرورا بورش الحدادة والخراطة والتجميع اليدوى والآلى، وانتهاء بصالة عرض الجرارات المكتملة التصنيع، وذلك في جولة مع سكالوف ألكسندر أناتوليفيتش مدير إدارة التعليم التدريب فى المصنع.
وفي اليوم الأخير وقبل الرحيل بسويعات، قررنا الذهاب للساحة الحمراء – فمن غير المعقول العودة دون زيارتها- فاصطحبنا معنا أصدقاءنا كريم بن عمار و أحمد ناجي من المغرب ومجدى التل من الأردن, وبعد زيارة خاطفة تم توثيقها بعدد من الصور، تركنا أصدقاءنا العرب لأرتباطنا بموعد السفر, أستقل الوفد المصري التاكسى, وفى الطريق انزلق التاكس علي الجليد فصدم سيارة آخرى, فتوقفت قلوبنا, فالجوازات بالفندق, وباقى سويعات علي الرحيل, بعد شد وجذب, سمح للسائق بالإنصراف وفى الطريق اعاقتنا كساحات المنتشرة لرفع الثلوج لتيسير حركة المرور في الصباح، وقت عصيب حتي وصلنا الفندق , فهرولنا إالي الغرف لحزم الأمتعة و الحقائب, وأخذنا الجوزات وكان فى وادعنا أيفيجينيا والأصدقاء العرب وبعض صحفي الوفود الأخري.
وفي نهاية الرحلة أشادت أيفيجينيا بافليوكوفا بالوفد الصحفى المصرى الذى اتسم بالمهنية والالتزام، والذي جاء بدعوة من المراكز الثقافية الروسية حول العالم، وبالتنسيق مع المركز الثقافي الروسي بالقاهرة الذي يديره السيد مراد جاتين، ومستشاره الثقافي السيد شريف جاد.
أستقلينا التاكس الذى أسرع بنا في مغامرة مع الوقت كتلك التى عشناها في القاهرة، قبل الوصول اخيرا إلى المطار, لنودع موسكو وثلوجها, حتي وصلنا إالي المطار لنلحق بالطائرة لنستقبل بعد نحو ٦ ساعات شمس القاهرة التى تنبئ بالعودة إلي أرض الوطن الحبيب.