موجة انتحار تضرب جيش الاحتلال: أزمة نفسية متفاقمة في ظل حرب غزة

إحصائيات صادمة لحالات الانتحار وتكتم الحكومة الإسرائيلية
كتب – حمدي محروس
كشفت مصادر إعلامية عبرية، اليوم الاثنين 14 يوليو 2025، عن تسجيل حالة انتحار جديدة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تصاعد ملحوظ في معدلات الانتحار بين الجنود، مع استمرار الحرب على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وما خلفته من تداعيات نفسية قاسية على الجنود والمجندين.
وبحسب ما أورد موقع “حدشوت لو تسنزورا” العبري، فقد تم العثور على جندي منتحر داخل أحد معسكرات الجيش شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول ملابسات الواقعة أو دوافعها. وتأتي الحادثة في ظل تعتيم رسمي متواصل بشأن تفشي ظاهرة الانتحار داخل المؤسسة العسكرية.
تسلسل لحالات متكررة خلال أسبوع واحد
تُعد هذه الحالة الأحدث ضمن سلسلة انتحارات متلاحقة شهدها الأسبوع الماضي، أبرزها يوم الجمعة، حيث تم العثور على جندي احتياط يبلغ من العمر 30 عامًا منتحرًا داخل سيارته في مستوطنة تفوح قرب نابلس.
ويوم الخميس، عُثر على جثة جندي آخر منتحرًا في حي “هار حوما” في القدس المحتلة، وسط صمت كامل من الجيش بشأن تفاصيل الحادثة.
أما الحادثة الأكثر إثارة للجدل، فكانت ما كشفت عنه صحيفة هآرتس العبرية يوم الأربعاء، حول انتحار جندي من لواء غولاني في قاعدة سديه تيمان، عقب خروجه من غزة للمشاركة في دورة استجمام. وذكرت الصحيفة أن الجندي كان بانتظاره محققون من الشرطة العسكرية، الذين صادَروا سلاحه، ما دفعه لاحقًا إلى الانتحار باستخدام سلاح زميله أثناء نومه. وأشارت إلى أن صديقًا مقربًا له كان قد قُتل مؤخرًا في انفجار ناقلة جند داخل غزة، وهو ما ساهم في تدهور حالته النفسية بشكل حاد.
إحصائيات صادمة وتكتم اسرائيلي
وفقًا لصحيفة هآرتس، فقد انتحر 7 جنود بين أكتوبر وديسمبر 2023، بينما ارتفع الرقم إلى 21 حالة في عام 2024، وسُجلت حتى الآن 14 حالة جديدة على الأقل في 2025. كما تم توثيق انتحار 11 مستوطنًا من غير الجنود، يُعتقد أن أزماتهم النفسية تعود إلى خدمتهم السابقة في صفوف الجيش خلال سنوات سابقة.
ورغم هذه الأرقام المتزايدة، يرفض جيش الاحتلال الإفصاح عن البيانات الرسمية الكاملة لحالات الانتحار، ويؤجل إعلانها إلى نهاية العام، مستبعدًا من الإحصاءات الجنود المنتحرين بعد تسريحهم من الخدمة، على الرغم من ارتباط حالاتهم بشكل واضح بآثار الخدمة العسكرية.
3 آلاف طلب دعم نفسي وتسريحات اضطرارية
وفي تقرير سابق، كشفت “هآرتس” أن أكثر من 3,000 جندي من القوات النظامية والاحتياط تواصلوا مع خطوط الدعم النفسي التابعة للجيش منذ اندلاع الحرب. كما تم تسريح 90 جنديًا بعد تعرضهم لأزمات نفسية حادة تعيق استمرارهم في الخدمة.
وتُظهر دراسة صادرة عن شعبة القوى البشرية ووحدة الصحة النفسية بجيش الاحتلال أن الضغوط النفسية المتراكمة، سواء نتيجة الخسائر أو طول فترة الحرب أو غموض المصير، أصبحت السبب الرئيسي لتزايد معدلات الانتحار، وسط عجز واضح عن احتواء الأزمة داخليًا.