مَن سيفوز بالشمس ؟! بقلم: سمية تايه

 

مَن سيفوز بالشمس ؟! بقلم: سمية تايه 1
صورة تعبيرية

تتهادى مع الصباح ، إشراقاً يملأ الكون والحياة .

ما أبهى رداء النور الذي تشرقين به !

هكذا كان يحدث نفسه وهو يرقب سخاء ضياء الشمس

الذي امتد في طول الدنيا وعرضها .

كم تمنى أن تزور الشمس أرضه يوماً

لتملأ سماءه حبوراً ونوراً .

كانت المسافة بينه وبين أمنيته تتسع بتراكم الأيام  .

استكان إلى الظل مدججاً بالألم ، يستنشق أكسجين السلامة ،

فقد كانت تلك نصيحة الخبراء في مصائبنا ، ملتحفاً جراحه يرقب سماءه التي تصدعت من هول دق القنابل ، ويتلمس أرضه الطاعنة في المآسي .

كلّما فكر في أن يخطو لاعتلاء درجات العزة ليحصل على حقه في الحلم وفي الأمل ، طحنه باعة الضمير متسلقين أكتاف أمنياته وأحلامه .

كان يضرب الأرض بمعول الأماني مُغمض الذاكرة ،

يحلم بالفوز بشمس أجداده لتعود من جديد وتشرق للدنيا وتملأ الحياة .

لم يدرك بعد أن الحياة لم تكن لتسكب رحيقها لكل عابر سبيل

وأن زوارق الأحلام لا ترسو إلا على شواطيء المجدفين .

وبينما هو يتأرجح بين حلمه وواقعه ،

لا زالت الأرض تدور دورتها ،

تنادي مع كل إشراقة صباح :

مَن ينزل إلى ساح الحياة ؟

مَن يبني المجد بمعول العمل ؟

من ذا الذي سيفوز بالشمس ؟!

 

سمية تايه

Exit mobile version