تتهادى مع الصباح ، إشراقاً يملأ الكون والحياة .
ما أبهى رداء النور الذي تشرقين به !
هكذا كان يحدث نفسه وهو يرقب سخاء ضياء الشمس
الذي امتد في طول الدنيا وعرضها .
كم تمنى أن تزور الشمس أرضه يوماً
لتملأ سماءه حبوراً ونوراً .
كانت المسافة بينه وبين أمنيته تتسع بتراكم الأيام .
استكان إلى الظل مدججاً بالألم ، يستنشق أكسجين السلامة ،
فقد كانت تلك نصيحة الخبراء في مصائبنا ، ملتحفاً جراحه يرقب سماءه التي تصدعت من هول دق القنابل ، ويتلمس أرضه الطاعنة في المآسي .
كلّما فكر في أن يخطو لاعتلاء درجات العزة ليحصل على حقه في الحلم وفي الأمل ، طحنه باعة الضمير متسلقين أكتاف أمنياته وأحلامه .
كان يضرب الأرض بمعول الأماني مُغمض الذاكرة ،
يحلم بالفوز بشمس أجداده لتعود من جديد وتشرق للدنيا وتملأ الحياة .
لم يدرك بعد أن الحياة لم تكن لتسكب رحيقها لكل عابر سبيل
وأن زوارق الأحلام لا ترسو إلا على شواطيء المجدفين .
وبينما هو يتأرجح بين حلمه وواقعه ،
لا زالت الأرض تدور دورتها ،
تنادي مع كل إشراقة صباح :
مَن ينزل إلى ساح الحياة ؟
مَن يبني المجد بمعول العمل ؟
من ذا الذي سيفوز بالشمس ؟!