مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ
كتب/ د.محمد النجار
تختلف صلاة الفجر في وقت ادائها عن كل الصلوات ، لما فيها من المشقة والقيام من النوم ، وعلى قدر مشقتها يكون الاجر عليها ، كما ان الصلاة الفجر توحي بإخلاص نية المسلم لله في القيام من النوم مع التعب والنصب وربما مع برد الشتاء وبرودة الجو والماء .. ولذلك كان الحديث النبوي الشريف الذي رواه الامام مسلم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلا يَطلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ). رواه مسلم (657)
فمن كان مؤمنا خالصا وقام لصلاة الفجر فهو في ذمة الله تعالى وعهده أي في ضمان وأمان من الله،ولا يجوز لأحد ان يعتدي عليه ، لأنه أصبح في امان الله .
روى الطبراني في “المعجم الأوسط” (4/5) بسنده ، وأورده الألباني في “صحيح الترغيب” (1/110) :
عن الأعمش قال : كان سالم بن عبد الله بن عمر قاعدا عند الحجاج ، فقال له الحجاج : قم فاضرب عنق هذا ، فأخذ سالم السيف ، وأخذ الرجل ، وتوجه باب القصر ، فنظر إليه أبوه وهو يتوجه بالرجل ، فقال : أتراه فاعلا ؟! فردَّه مرتين أو ثلاثا ، فلما خرج به قال له سالم : صليت الغداة ؟ قال : نعم . قال : فخذ أي الطريق شئت ، ثم جاء فطرح السيف ، فقال له الحجاج : أضربت عنقه ؟ قال : لا ، قال : ولِمَ ذاك ؟ قال : إني سمعت أبي هذا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صَلَّى الغَدَاةَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ حَتَّى يُمسِيَ (( .
أي ان الله أنجاه من من ظلم الحجاج في أمره بأن تُضرب عنقه بفضل صلاة الفجر .
كما يفيد هذا الحديث التحذير من ترك صلاة الصبح والتهاون بها ، فإن في تركها فقد نقض العهد الذي بينه وبين ربه ، وهذا العهد هو الصلاة والمحافظة عليها .
والنصيحة لكل الإخوة والأخوات هي المحافظة على صلاة الفجر ، وهذا ليس للرجال فقط ، بل للرجال والنساء سواء الأعزب منهم أو المتزوج ، بل وينبغي للوالد والوالدة الحرص على اداء ابنائهم وبناتهم لصلاة الفجر ، وان يكون الوالدان أسوة وقدوة حسنة لأبنائهم ، فيحرصوا على صلاة الفجر مع ابنائهم وبالطبع مع كل الصلوات ، فيكون ذلك في ميزان حسناتهم في الحياة الدنيا وزخراً لهم بعد رحيلهم.
وصلى الله علي نبينا ورسولنا وشفيعنا يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم .
د.محمد النجار فجر الثلاثاء 30-10-2018 الموافق 21صفر 1440هـ