” ناسا ” تكرم العالم العربي الادريسي وتطلق اسمه على سلسلة جبال في كوكب بلوتو
اكتسب الإدريسي، المعروف بمؤسس علم الجغرافيا، وبكنية أبو عبدالله، بن محمد بن عبدالله بن إدريس، مجداً جديداً بإطلاق “ناسا” الفضائية اسمه على سلسلة جبال في “بلوتو” البعيد ككوكب في المجموعة الشمسية 5 مليارات كيلومتر عن الأرض، قطعتها مركبة New Horizons الأميركية في 9 سنوات لتصوره وتلقي أول نظرة فاحصة للإنسان من قريب على كوكب معظمه جليد بجليد، وتدور حوله 5 أقمار.
ووفقا لتقرير نشرته ” العربية نت ” نشرت وكالة “ناسا” الأميركية صور جديدة لسطح الكوكب وقالت إنها على مستوى عالٍ من الدقة والجودة، نرى بالأبيض والأسود تضاريس لحفر وجبال وأنهار جليدية على طول شريط ثلجي خشن، ممتد 80 كيلومتراً من مشاهد مذهلة، فيها ظهرت تفاصيل جديدة عن سهول جليدية وجبال فردية، وأخرى متقاربة في سلسلة جبال، أهمها ما أطلقت عليه AL-Idrisi من دون شرح لمن يكون صاحب الاسم العريق.
أكبر دارس في التاريخ للجبال والوديان
والصور التي التقطتها المركبة من ارتفاع 10 آلاف كيلومتر، في أقرب تحليق لها حول الكوكب بيوليو الماضي، اطلعت عليها “العربية.نت” مرفقة بفيديو، في موقع NASA نفسه، ولم تجد فيها أو في الفيديو إشارة إلى الجبال التي اختارت “الإدريسي” اسما لها، لكنها ذكرتها بالاسم في الكلام الشارح للصورة.
أما الفيديو، فنجد عن “جبال الإدريسي” فيديو مجتزأ عنه، عنوانه Pluto: al-Idrisi mountains في “يوتيوب” لمن يرغب بمشاهدته، فيما ذكرت “ناسا” أن الصور التي وزعتها أدق بنحو 6 مرات من صور التقطتها “نيو هورايزونز” حين وصلت إلى الكوكب قبل 6 أشهر، بعد أن سافرت إليه بسرعة 51 ألف كيلومتر بالساعة، وأصبحت بعيدة عنه الآن أكثر من 170 مليوناً من الكيلومترات في الفضاء.
وما لم تذكره “ناسا” عن الإدريسي، لتلبي به فضول من تساءلوا عن صاحب الاسم، وسبب إطلاقه على سلسلة جبال في كوكب بالمجموعة الشمسية، تفعله “العربية.نت” الآن، بعد جمعها لما تيسر عن مؤسس علم الجغرافيا، وأكبر دارس في التاريخ للجبال والوديان والتضاريس والمنحدرات، والرجل الذي استمرت أوروبا تنهل مما كتبه طوال مئات السنين.
كتاب يظل يكتب فيه طوال 15 سنة
وأشهر مؤلفات الإدريسي، ويرجع اصله العربي القرشي الهاشمي إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، كتاب “روجر” كما المعروف اسمه أجنبياً، وهو “المشتاق في اختراق الآفاق” عربياً، كموسوعة جغرافية كانت مرجعاً لعلماء أوروبا طوال 3 قرون، وتركها للعالم بطلب من “روجر الثاني” ملك صقلية، الراحل في 1154 بعمر 59 سنة، وكان محباً للعلوم والمعارف، ويكن احتراماً للإدريسي “الذي عاش في مملكته بعد سقوط الحكومة الإسلامية” وفق ما قرأت “العربية.نت” بسيرته المتضمنة أنه استخدم بيضة ليشرح للمك موقع الأرض بالفضاء، فأخبره أن صفارها الأرض، وبياضها سماء ومجرّات، وشرح في مناسبة أخرى لعدد من أمراء ووجهاء صقلية، ما أدهشهم عن كروية الأرض.
الإدريسي، الملقب بالشريف، والممهور رسمه على كثير من طوابع بريد كرمته بها بعض الدول العربية، واستغرق كتاب “روجر” أكثر من 15 سنة لينهيه، كان كبير الجغرافيين في التاريخ، مع أنه كتب في الأدب والشعر وعلم النبات، ودرس الفلسفة والطب والنجوم، خصوصاً في قرطبة، حيث كان يقيم، واستخدموا طوال قرون خرائط رسمها، بينها واحدة للعالم العربي والشرق الأوسط، وهو أول من حدد اتجاهات الأنهار والبحرات، ودرس المرتفعات والجبال، وهو أول من حدد أيضاً مصدر نهر النيل، وكان خبيراً بالبحار وحركة تياراتها.
والمعروف عنه أيضاً أنه زار مصر والحجاز وتهامة وسواحل فرنسا وإنجلترا، وسافر إلى القسطنطينية ودول آسيا الصغرى، إلا أن الحنين كان دائماً إلى سبتة، حيث ولد عام 1100 وتحتلها إسبانيا حالياً، ومن صقلية التي عاش فيها آخر سنوات حياته، وفيها توفي بعمر 66 سنة، بحسب ما طالعت “العربية.نت” من الوارد في سيرته، كتب عن شوقه إلى حيث أبصر النور، وقال: “ليت شعري أين قبري.. ضاع في الغربة عمري.. لم أدع للعين ما تشتاق.. في بر وبحر”، وغربته تضاعفت الآن أكثر، فاسمه على جبال هي الأبعد عن الأرض في المجموعة الشمسية