تقارير وتحقيقات

ندوة بإعلام القاهرة حول الممارسات الإعلامية خلال جائحة كورونا

كتب | أحمد عماره

أوصت الندوة الذي عقدتها كلية الإعلام جامعة القاهرة، اليوم الأربعاء 12 أغسطس 2020، بعنوان “الممارسات الإعلامية خلال جائحة كورونا – ما لها وما عليها”، بالتزام وسائل الإعلام بالمواثيق المهنية وأخلاقيات العمل، وتفادي سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولة الاستفادة بإيجابياتها، وكذلك العمل على التدريب المستمر للإعلاميين على مهارات التعامل مع الأزمات وتغطيتها، وكشف الفبركة والتضليل، وأيضا استحداث مقررات دراسية في مجال “إعلام الأزمات” وأخيرا توعية الجمهور باستخدام مدخل “التربية الإعلامية والرقمية”.

وجاءت الندوة التي انقعدت الكترونيا بحضور أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام،  والأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والأستاذة الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام، وبإشراف الأستاذة الدكتورة هبة الله السمري، وكيلة الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، وبحضور عدد كبير من أساتذة الإعلام بالجامعات المصرية والعربية والأجنبية.ندوة بإعلام القاهرة حول الممارسات الإعلامية خلال جائحة كورونا 6

وأشار الحضور بعدد من التوصيات والمقترحات، يمكن إجمالها في ضرورة تكامل جهود مؤسسات الدولة من مختلف الجهات، مع الأجهزة الإعلامية الرسمية، ووسائل الإعلام الاحترافية، بهدف تقديم صورة للأحداث تتسم بالدقة والشفافية والفورية، بما يضمن استعادة ثقة الجمهور في مصادر المعلومات الرسمية والإعلامية، وعدم تحوله كليا إلى التماس المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي، أو وسائل الإعلام المعادية، بما تتضمنه من مغالطات وشائعات، وما تفتقد إليه من موضوعية ومصداقية.

وكذلك الاتجاه إلى الاستثمار في الإعلام الرقمي والإلكتروني باعتباره “إعلام المستقبل”، والنظر إلى مواقع التواصل الاجتماعي من مدخل توظيف الإيجابيات، مثل الاستفادة بـ”المؤثرين” على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم بعض مستخدمي يتمتعون بمتابعة كبيرة، في التوعية والتثقيف للجمهور.

وإعادة النظر في القوانين المنظمة لإطلاق وسائل الإعلام الإلكترونية، بما يضمن التوازن بين حرية الإعلام، ومهنية الإعلام.ندوة بإعلام القاهرة حول الممارسات الإعلامية خلال جائحة كورونا 7

بالإضافة الي الإسراع بإصدار قانون “تنظيم المعلومات” بما يضمن توفير المعلومات من مصادرها الرسمية والمتخصصة للإعلاميين والباحثين والمواطنين في الوقت المناسب، للوقاية من الشائعات، وتقليل آثارها. ودعوة وزارة الإعلام، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إلى إعادة النظر في مواثيق ومدونات السلوك المهني للإعلام فيما يتعلق بتناول موضوعات الطب والصحة العامة والعلوم، على أن تتضمن التأكيد على سمات: دقة المعلومات، وحداثتها، وتوثيقها من مصادرها، وشمولية المعالجة، وعدم الخلط ما بين الإعلام والإعلان.

والعمل علي التوعية المستمرة للجمهور بالجوانب السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تبني مدخل “التربية الإعلامية والرقمية”، وتدريبه على كشف الفبركة والتضليل، والتعامل السليم مع المعلومات بتحري دقة مصادرها، وإصدار الأحكام الموضوعية على صحتها بمعزل عن التوجهات الشخصية، والاستعانة في ذلك بالأدوات الجديدة مثل الألعاب الرقمية.

وكذلك التوعية المستمرة للجمهور ضد سلوكيات “التنمر” بالمرضى، وتحذيره من التدافع على شراء الأدوية دون وصف الطبيب المعالج. وتوقف وسائل الإعلام عن تغطية دفن جثامين الموتى، والتهويل الذي يقضي على الأمل، والتهوين الذي يُغري بالإهمال، خصوصا فيما يتعلق بالموجة الثانية من انتشار الفيروس.

ومخاطبة شركات التكنولوجيا العملاقة المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي لتطوير آلياتها لمكافحة الأخبار الكاذبة، وخصوصا باللغات غير اللغة الإنجليزية.

والدعوة إلى إنشاء مرصد إعلامي، وإجراء دراسات لتحليل المعالجات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية لأزمة انتشار فيروس كورونا، والخروج منها بمؤشرات واضحة حول الممارسات الإيجابية، والممارسات السلبية، وأدوار الإعلام التقليدي والرقمي خلال الأزمات، للاستفادة منها مستقبلا.

والتأكيد علي دعوة الإعلاميين إلى الاطلاع المستمر على المصادر العلمية في الموضوعات التخصصية، القائمة على الدراسات، وعدم الاعتماد على الآراء العارضة والسطحية والباحثة عن الشهرة، في بناء معالجاتهم الإعلامية.

وتوخي الإعلاميين الحذر من تضارب معلومات المصادر خصوصا في الظواهر الجديدة، وتقديمها للجمهور باعتبارها معلومات أولية لاتزال تحت الاختبار العلمي والطبي.

بالإضافه الي شرح وتبسيط المعلومات والمصطلحات العلمية المتخصصة، وتوظيف برامج المرأة والطفل، والبرامج الدينية، في التوعية الصحية، بما يناسب مختلف شرائح الجمهور الثقافية والتعليمية، ومداخلهم الإقناعية، بما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الاستجابة للرسائل الإعلامية.

ودعوة وسائل الإعلام إلى عزل انحيازاتها السياسية فيما يتعلق بالكوارث والأزمات الإنسانية، وتقديم الحقائق مجردة دون توظيفها في إطار الصراعات السياسية، أو التنافس الانتخابي.

وايضاً الدعوة إلى تعاون الجهات الأكاديمية والمهنية، في تقديم تدريبات غير نمطية للإعلاميين على تغطية الأحداث العاجلة والطارئة، حرصا على تحقيق الاحترافية في التناول، وتقديم المعالجات المتعمقة والدقيقة في نفس الوقت.

وإنشاء درجة دبلوم أكاديمي – مهني في كلية الإعلام، في “الإعلام العلمي والصحي”، للممارسين في مجال الإعلام.

بالإضافة الي تدريس مواد دراسية في كليات الإعلام وأقسامه عن موضوع “الإعلام وإدارة الأزمات”، وتدريب الطلاب على التعامل الإعلامي الصحيح مع الكوارث والطوارئ.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.