السودان

نزوح 1070 شخصاً جراء السيول والأمطار شمال السودان

سيول وفيضانات..دمار واسع وأسر منكوبة

كتبت/د.هيام الإبس

 

أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الخميس، نزوح 1070 شخصاً، وانهيار 619 منزلاً كلياً وجزئياً جراء الأمطار والسيول التي ضربت ولاية نهر النيل شمال السودان.

 

وأفادت المنظمة في بيان بأن الأمطار الغزيرة والسيول التي ضربت قرى متعددة الأربعاء، في كل من الدامر والمتمة وشندي بولاية نهر النيل أدت إلى نزوح ما يقرب من 1070 شخصاً.

وأوضح البيان أن الأمطار والسيول أضرت بشكل رئيسي بقرى الزيداب السلامة، والكتياب، والشعديناب، وأبو سليم، جنوب الدامر، و “ود حامد” في المتمة، و”حجر العسل” في شندي.

كما أفادت الفرق الميدانية، وفق البيان ذاته، بانهيار 214 منزلاً كلياً وتضرر 415 منزلاً جزئياً ، ولجأ النازحون إلى المناطق المفتوحة أو إلى المجتمعات المضيفة في مناطقهم.

 

كما شهدت عدة ولايات سودانية خلال الساعات الماضية موجة أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف قوية، أسفرت عن سقوط  قتلى وجرحى وانهيار عشرات المنازل، فيما تتزايد التحذيرات من سيول جارفة تهدد مناطق واسعة شمال البلاد.

 

ضحايا وخسائر في عدة ولايات

وقال اللواء قرشي خضر عبد القادر، مساعد المدير العام للدفاع المدني، إن 6 أشخاص – بينهم طفل – لقوا مصرعهم نتيجة انهيار منازل بفعل الأمطار في ولايات سنار وكسلا والدامر (ولاية نهر النيل)، مشيراً إلى أن عدداً من المدن تعرض منذ فجر اليوم لأمطار غزيرة وسيول جارفة.

 

كما أفاد شهود عيان في منطقة الشاعديناب جنوب الدامر بوفاة 4 أشخاص وإصابة 6 آخرين إثر انهيار منزلين، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا المعلنة خلال يوم واحد إلى 10 قتلى على الأقل.

انقطاع طرق وكهرباء

 

وأدت السيول إلى انقطاع الطريق القاري الرابط بين مصر والسودان عند محلية حلفا، فضلاً عن انهيار عشرات المنازل وانقطاع خطوط الكهرباء في مدن عدة.

وفي ولاية نهر النيل، وصفت مصادر محلية الأمطار بأنها “غير مسبوقة”، إذ استمرت لأكثر من 6 ساعات متواصلة، وتسببت في محاصرة مدينة الدامر وعدد من القرى في عطبرة وشندي.

 

العاصمة الخرطوم تحت المياه

 

وفي العاصمة الخرطوم، غمرت مياه الأمطار الشوارع والمناطق المنخفضة، مما أدى إلى شلل جزئي في حركة المرور بسبب انسداد المجاري الرئيسة، وسط تحذيرات من سيول متوقعة شمال بحري خلال الساعات المقبلة.

 

استنفار وتحذيرات من خبراء الطقس

وأعلنت السلطات المحلية في عدة ولايات رفع حالة التأهب القصوى، مع تكليف فرق الدفاع المدني والإنقاذ النهري بفتح المجاري لتصريف المياه والتدخل العاجل لمساعدة المتضررين.

 

في المقابل، حذر خبراء أرصاد من أن السودان يشهد حالياً ما وصفوه بـ “أضخم سحابة في العالم“، تغطي مساحات واسعة من البلاد، مع توقعات باستمرار هطول الأمطار والسيول في ولايات الشمالية، نهر النيل، الخرطوم، الجزيرة، والقضارف خلال الأيام المقبلة.

 

مناخ متقلب وأجواء خطرة

ويعيش السودان هذه الأيام أوضاعاً مناخية مضطربة تجمع بين حرارة مرتفعة وأمطار غزيرة وفيضانات متوقعة، بينما تؤكد هيئة الأرصاد الجوية أن موجة الطقس الحالية قد تستمر عدة أيام أخرى، مما يضع البلاد أمام تحديات إنسانية وبيئية متزايدة.

 

وتهطل عادة أمطار غزيرة بفصل الخريف في السودان، الذي يبدأ من يونيو وحتى أكتوبر، وخلالها يواجه البلد سنوياً فيضانات واسعة النطاق.

وتتزامن الكوارث الطبيعية في السودان هذه الأيام مع معاناة السودانيين جراء حرب مستمرة بين الجيش و”قوات الدعم السريع” منذ منتصف أبريل 2023.

 

وخلّفت تلك الحرب أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

 

مسئول أممي يدعو إلى وضع السودان في صدارة الاهتمام الدولي

 

دعا المدير الإقليمي لأفريقيا في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق التنمية يعقوب الحلو، إلى إعادة ترتيب الأولويات ووضع السودان في صدارة الاهتمام الدولي .

 

وأضاف الحلو، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء السودانية “سونا”، أن هذا الصراع لا يعكس إرادة السودانيين، ولا يمثل نزاعاً وطنياً حقيقياً .

وأكد أن الخرطوم باتت مدينة منكوبة بالكامل جراء الحرب، مبيناً أنها اندلعت في لحظة كان فيها السودان يخطو نحو مستقبل واعد، متحرراً من إرث الماضي الثقيل .

 

وعبّر عن أسفه العميق لتجاهل وسائل الإعلام العالمية لما يحدث في السودان، مشيراً إلى أن البلاد غائبة تماماً عن التغطية الإخبارية الدولية، رغم أن حجم الكارثة فيها يفوق ما يجري في مناطق نزاع أخرى ، مشدداً على أن السودان يعاني من التعتيم الإعلامي، في وقت تتفاقم فيه المأساة الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى