كتبت – د. هيام الإبس
خلال العقد الماضي، شهدت القارة الإفريقية تدهورًا ملحوظًا في الحوكمة في ما يقرب من نصف دولها، وفقًا لتقرير مؤشر إبراهيم السنوي للحكم الإفريقي. التقرير يسلط الضوء على تراجع الأمن كعامل أساسي يقوض التقدم في مجالات مختلفة، مشيرًا إلى أن 33 دولة فقط شهدت تحسنًا في الحكم، بينما تدهور الوضع في 21 دولة أخرى، مما أثر على نصف سكان القارة.
دول مثل نيجيريا وأوغندا تعرضت لانخفاض كبير في الحوكمة خلال النصف الثاني من العقد. الملياردير السوداني البريطاني مو إبراهيم أوضح أن عدم الاستقرار الذي تشهده بعض الدول الإفريقية ناتج عن عوامل مثل الفساد والتهميش، والذي يغذي العنف والنزاعات، كما ظهر في الانقلابات التي شهدتها غرب إفريقيا والحرب المستمرة في السودان.
علامات إيجابية:
رغم ذلك، هناك بعض الإشارات الإيجابية، مثل تحسينات في البنية التحتية والاتصال الهاتفي، وتقدم في مجالات الصحة والتعليم، إلى جانب تعزيز المساواة بين الجنسين. ومع ذلك، تظل التصورات العامة سلبية؛ حيث يشعر الكثير من الناس بأن الفرص الاقتصادية والأمن تتراجع، حتى عندما تظهر مؤشرات الحوكمة تقدمًا. وأشار التقرير إلى ضرورة معالجة هذا الاستياء العام لمنع الاضطرابات المستقبلية.
تراجع الديمقراطية:
أكد التقرير أيضًا أن أفريقيا أصبحت أقل ديمقراطية مما كانت عليه خلال العقد الماضي. وشهدت دول مثل إسواتيني وجمهورية الكونغو الديمقراطية تراجعًا كبيرًا بعد انتخابات عام 2023. بالإضافة إلى ذلك، جاءت مالي، التي تعاني من الانقلابات العسكرية، وبوركينا فاسو والنيجر وجزر القمر كأدنى الدول في مؤشر الحوكمة.
توصيات التقرير:
حذر التقرير من أن تدهور الحوكمة والديمقراطية يمكن أن يؤدي إلى المزيد من النزاعات والهجرة إذا لم تتم معالجة هذه المشكلات بشكل فعال.