المجتمع

نصيحة الوالد والدارس عند دخول المدارس

كتب:هاني حسبو.

ما إن يهل علينا هلال شهر سبتمبر من كل عام إلا وتجد هناك”ثورة” في بيوت الأسروذلك لأن هذا مؤشر على قرب بدء عام دراسي جديد.

الاستعداد على قدم وساق لشراء مستلزمات الدراسة حتى يستطيع الطالب أو الطالبة مواجهة أعباء الدراسة.

ثمة نصائح أو توجيهات نحاول فيها أن نصحح مفاهيم ونضع أرجلنا على سلم السلامة ونحن على أبواب عام دراسي جديد.

بداية طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة طالما ينوي بذلك وجه الله وخدمة أمته والمشاركة في رفعتها ونهضتها ,وطالما يرفع الجهل عن نفسه ويكون الجزاء تسهيل طريقه للجنة كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم:

” من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة”رواه مسلم.

ينبغي أن يفهم ذلك ولي الأمر وينصح بها ابنه أو ابنته.

ثم يأتي دور الدعاء للأولاد أن يوفقهم الله عز وجل في هذا الطريق الطويل حتى يجني الوالد ثمار تعبه المادي والمعنوي.

عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعتُ له وضوءًا، قال: “من وضع هذا؟”، فأُخْبِر، فقال: “اللهمَّ فقِّههُ في الدِّين”

فكان ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

فلا يبخل ولي الأمر بدعوة لإبنه أو ابنته لتنال التفوق والتميز.

ومن أعظم النصائح التي توجه لولي الأمر أن يهتم ببناء الشخصية الإسلامية السوية في ولده وأن يغرس فيه معالي الأمور كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن عمه عبد الله بن عباس وهو غلام صغير:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سالت فسال الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لم اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف).رواه الترمذي.

فعلم النبي صلى الله عليه وسلم الغلام الصغير هذه الأصول وهذه المسلمات الدينية ولم يقل أنه صغير لن يفهم مثل هذه الأمور وهذا دليل على وجوب تعليم الصغار ثوابت الدين لينشأوا عليها.

وفي الجانب العملي ينبغي على ولي الأمر أن يهتم ببناء “الإيمان العملي” في شخصية الولد أو البنت عن طريق الاهتمام بالصلاة والمحافظة عليها عملا بأمر القرآن:

“حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى”البقرة238

فلا يجوز أن تضيع الصلاة تلو الصلاة بحجة الدروس أو ما شابه فقد مدح الله نبيه إسماعيل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لقيامه بغرس المحافظة على الصلاة في قلوب ونفوس أهله ورضي الله عنه لهذا الأمر قال الله تعالى:

“وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا”

ومن الأمور المهمة التي يجب أن يركز عليها ولي الأمر هو نصح الولد أو البنت في اختيار الصحبة الصالحة والبعد عن الصحبة السيئة لأنه كما يقال “الصاحب ساحب” فمن كان صاحبه خيرا فسيسحبه للخير والعكس بالعكس.

يقول الله تعالى وهو يوجه أنظارنا لخطورة هذا الأمر العظيم:

“الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ” الزخرف67

ويوضح النبي صلى الله عليه وسلم أهمية هذا المر بقوله:

” إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة” رواه البخاري ومسلم.

ومن نافلة النصائح التي نختم بها أن يحذر ولي الأمر ابنه وابنته من خطورة “الاختلاط” وما أدراك ما “الاختلاط” ونتائجه المفزعة وقصصه المروعة خصوصا بين الشباب والشابات.

حذرنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم من هذه”الفتنة” بقول صريح جامع مانع فقال صلى الله عليه وسلم:

“ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء”

وذلك لأن المرأة هي محل نظر الرجل، وقد جبله الله -عز وجل- وركبه تركيباً قد انطوى على غريزة تميل إلى المرأة، شاء أم أبى، فهذا أمر مركوز في فطر الرجال، فالمرأة هي محل متعة الرجل، وإذا نظر إليها فإن دواعي النفس تتحرك، ولذلك أمره الشارع بغض البصر، وأخبر أن له الأولى وهي نظرة الفجاءة وعليه الثانية، والنفوس تتشوف وتتطلع إلى شهواتها، والله -عز وجل- قد جعل النساء شهوات، كما في قوله في آية آل عمران: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} [آل عمران:14] فسماها شهوات؛ لأن النفس تشتهيها، وتطمح إليها، وتتعلق بها، وقد جعل النساء في هذه الآية في أول هذه الشهوات.

فالاختلاط في المدارس وفي الدروس الخصوصية أمر بالغ الخطورة يجب التنبه إليه والحذر منه.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.