“نظام كبر مخك .. والأموات ولاد الأموات “
“ياراجل كبر مخك ” هذه هى الجملة قالها الرئيس الأسبق حسني مبارك أثناء مؤتمر للحزب الوطنى الحاكم المنحل، قال ساخرا ومطالبا عضو من أعضاء الحزب الوطنى والذى كان يرأسه :” هو انا هفضل أفسر كل حاجة بتحصل فى البلد ياراجل كبر مخك ” .وتحولت تلك الجملة إلى نقمة على مبارك ونظامه وأستخدمها ضده معارضوه وكانت شرارة ساعدت فى إشعال ثورة يناير .
وكأن هذه المقولة لعنة أصابت أغلبية الشعب المصرى ، فأصبحت عند البعض مبدأ يؤمن به ، وعند البعض الأخر ” لتكبير المخ فؤائد ” منها من كبر مخه سلم ، ومنها من تغاضى عن كل مايحدث من سلبيات النظام وكوارث الحكومة وضعف مجلس النواب ومحاربة المواطن ” فهو آمن ” فأصبح الموطن على نظام كبر مخك ” .
واتضح تأثير المقولة على الشعب عندما تم التوقيع على إتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية لكى يتغاضى عن هذا القرار السياسى ووقف الشعب مكتوف الأيدى حينها ، فكان مفعول الجملة كالسحر .
وتوالت القرارات السياسية الصادرة من الحكومة والصادمة للمواطن من خلال رفع الأسعار سواء أسعار المواد الغذائية وأسعار البنزين بالإضافة إلى أسعار فواتير الكهرباء والمياه ، ولايزال المواطن يكبر ويكبر مخه حتى أقترب من الإنفجار
أرى ان من لا يعترض على الاوضاع المتردية التي نعيشها انه ميت، فالأموات فقط هم من لا يستطيعون المقاومة ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا . وهذا ما يتم التعامل به من قبل المسئولين مع المواطن ” أموات أولاد أموات ” فالموت يدركهم أينما ذهبوا فى القطارات فهم اموات ، فى الطرق فهم أموات ، فى المستشفيات الحكومية فهم أموات حتى فى دور العبادة فهم أموات .
فهل سيظل المواطن المصرى على هذا النظام نظام “كبر مخك ” أم بإمكانه تغير هذا النظام ووضع نفسه على نظام أخر ليصبح على” نظام أنت لا تزال على قيد الحياة “.