بقلم / أمير وهيب
تقدم جرجس حنا لويس كواس و نجيب شرقاوي دوس كواس ابن عمه لمصاهرة السيدة ” شفيقة شكر اللة ” بنت خالتهم زوجة السيد ” جرجس يوسف العسيلي ” في بنتيها نظيرة و بهية.
و هم نموذج أصيل لعائلة من صعيد مصر و لهم شهرة في مسقط رأسهم ” جرجا ” قبل انتقالهم إلي القاهرة في أوائل القرن الماضي.
تزوج جرجس من نظيرة في سنة ١٩٣٠ و أنجبت ، ” عبد المسيح ” و ” تريزا ” و ” نرجس ” و ” ابتسام ” و ” جاك ” و ” نبيل ” و ” سمير ” و ” علوي ” و ” طاهر ” ، ٦ اولاد و ٣ بنات.
و تزوج نجيب من بهية في ١٤ فبراير ١٩٣٤ و أنجبت , ” سعاد ” و ” سميرة ” و ” جرجس ” و ” طلعت ” و ” نشأت ” و ” نبيلة ” و ” ثريا ” و ” ثروت ” و ” صفوت ” و ” سهام ” ، ٥ اولاد و ٥ بنات.

نبيلة نجيب شرقاوي هي امي و نشأت نجيب شرقاوي هو خالي.
* عندما أعلنت مصر الحرب على إسرائيل في أكتوبر ١٩٧٣ تم استدعاء ” نشأت ” و ” علوي ” ابن خالته نظيرة للقتال.
نشأت نجيب شرقاوي: شهيد البطولة والشجاعة
التقارير العسكرية أكدت أن أداء نشأت نجيب شرقاوي القتالي كان يتميز بالشجاعة و الجسارة و الاقدام و الجرأة و استشهد أثناء اقتحام هجوم مضاد و هو بكامل وعيه مما منحه لقب ” بطل ” و منح السيدة ” بهية جرجس يوسف العسيلي ” لقب الأم المصرية المثالية الاولى في احتفالية عيد الأم التالي للحرب مارس ١٩٧٤ و التي قامت بتنظيمها وزارة الشئون الاجتماعية في قاعة الشعب بالاتحاد الاشتراكي مع ٧٦ ام أخرى.
* و تم اختيار صورة ” بهية ” – و لا اعلم اذا كانت مصادفة أم عن قصد – أن تكون على عدد من اغلفة المجلات و الصفحة الأولى من جريدة الأهرام.
التقارير العسكرية أكدت أيضا أن ” علوي ” استشهد نتيجة شظايا انفجارات قنابل العدو.
علوي جرجس حنا: شهيد الانفجارات القتالية
أما علوي جرجس حنا، فقد استشهد نتيجة شظايا انفجارات قنابل العدو، ليترك خلفه ألمًا لا يخففه سوى الاعتزاز بتضحيته من أجل الوطن.
مرارة الفقد وحتمية الوفاء
ما زال مشهد صراخ وبكاء بهية وجدتي نظيرة في صالون منزل العائلة بحي الظاهر محفورًا في ذاكرتي، حيث لم يخفف تكريم الدولة من ثقل الحزن الذي أصابهما بفقدان أبنائهما.
و لم يخفف تكريمها أي حمل من ثقل وزن الحزن و ذاقت نظيرة و بهية مرارة فقدان الابن.
يوم الشهيد: واجب مقدس تجاه من ضحى بروحه
لذلك أعتقد أن ما تقوم به حكومة مصر تحت قيادة رئيس عسكري يدرك اهوال الحرب و الإرهاب و تخصيص ” يوم الشهيد ” لإحياء ذكرى الشهيد هو واجب مقدس و فعل يستحق عليه افضل تحية على هذا الشعور العميق بالوفاء للشهداء.
تعيش و تحيا مصر بتضحيات أبنائها ، كل على حسب درجة تضحيته في مجاله ، هناك من ضحى بالمال و من ضحى بالمجهود و من ضحى بالوقت و غيره في سبيل رفعة شأن الوطن و لكن أعظمهم من ضحى ب ” الروح ” لذلك تم تخصيص له يوم ، ٩ مارس ، نتذكر من ضحى بروحه فداء الوطن ، فداء مصر.
تحية لكل أم فقدت ابنها
الشهيد ينعم في الفردوس، لكنه يترك خلفه أمًّا تتحمل ثقل الحزن، حزنًا ممزوجًا بفخر الاستشهاد. لذلك، تحية إجلال لكل أم مصرية فقدت فلذة كبدها من أجل رفعة هذا الوطن.
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر