نفحات رمضانية (5) .. فلا تغرنكم الحياة الدنيا

✍️ بقلم: علاء رمضان 

حقيقة الدنيا وزوالها

الدنيا اسمها مشتق من الدناءة، وقيل من الدنو، أي أنها قريبة الزوال وسريعة الانقضاء. وقد أدرك سيدنا علي كرم الله وجهه حقيقتها فقال مخاطبًا الدنيا:
🗣 “أيتها الدنيا، غري غيري، فقد طلقتك ثلاثًا”

هوان الدنيا على الأبرار

قال الله تعالى مخاطبًا الدنيا:
🗣 “يا دنيا، ما أهونك على الأبرار الذين تزينت لهم وتصنعت لهم، إني قذفت في قلوبهم بغضك والصدود عنك، وما خلقت خلقًا أهون علي منك.”

ويروي الصديق أبو بكر رضي الله عنه:
“كنت جالسًا عند رسول الله ﷺ، فوجدته يدفع شيئًا غير مرئي، فسألته: ماذا تدفع يا رسول الله؟ فقال: إنها الدنيا، مَثُلَت لي وقالت: إن أفلت أنت مني فلن يفلت مني من بعدك!”

الدنيا اختبار وليست دار بقاء

يقول النبي ﷺ:
🗣 “من أصبح والدنيا أكبر همه، ألزمه الله أربع خصال:
1️⃣ همٌّ لا ينقطع
2️⃣ أمل لا ينتهي
3️⃣ شغل لا يتفرغ منه
4️⃣ فقر لا يبلغ غناه”

“الدنيا قنطرة، فاعبروها ولا تعمروها”

وحذر النبي ﷺ من الانشغال بالدنيا فقال:
🗣 “إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون، وإن بني إسرائيل لما بسطت لهم الدنيا تاهوا في الحُلي والطيب والنساء.”

الدنيا بين طالبها وزاهدها

 قال الله تعالى مخاطبًا الدنيا:
🗣 “يا دنيا، من خدمني فاخدميه، ومن خدمك فاستخدميه.”

شكل الدنيا يوم القيامة

وفي يوم القيامة، يأتي بالدنيا على هيئة عجوز شمطاء زرقاء مشوهة، يقال للناس: هل تعرفونها؟ فيقولون: نعوذ بالله من معرفتها! فيُقال لهم: “إنها الدنيا التي تناحرتم بسببها، وقطعتم الأرحام لأجلها.”

الدنيا عبرة لمن يعتبر

أراد النبي ﷺ أن يعرّف أحد الصحابة بحقيقة الدنيا، فأخذه إلى مقبرة بها عظام نخرة وأجساد بالية، وقال:
🗣 “هذه هي الدنيا، كان أهلها حريصين عليها، والآن صاروا ترابًا ورمادًا وعظامًا نخرة.”

🌿 فلنعمل لآخرتنا، ولنجعل الدنيا مزرعة للآخرة، ولا نغتر بزخرفها وزينتها الزائلة.

لا تنسوا الدعاء لوالدي بالرحمة والمغفرة، وجزاكم الله خير الجزاء.