الصراط المستقيم

نهاية الأسبوع : قصة عدل نادرة في التاريخ الإسلامي

إعداد الكاتب الصحفي / محمد يوسف رزين 

في واحدة من أندر القصص التي تجسّد روح العدالة والورع في التاريخ الإسلامي، يروي الشيخ علي الطنطاوي في كتابه ( فصول اجتماعية ) قصة القاضي الشيخ محمد ناصر الدين الخطيب، الذي أصدر حكمًا ضد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، في قضية أراضٍ سنيّة بمدينة يافا.

 القاضي الذي آثر دينه على دنياه

الشيخ محمد ناصر الدين الخطيب، المعروف بـ”الشيخ أبو النصر”، تولّى القضاء الشرعي في الدولة العثمانية لمدة 20 عامًا، وكان آخرها في مدينة يافا. عند توليه المنصب، وجد دعوى مؤجلة أقامها رجل من عامة الناس ضد السلطان نفسه، تتعلق بأراضٍ سنيّة.

ورغم أن القضاة قبله تجنّبوا البتّ في القضية، قرر الشيخ أبو النصر النظر فيها، وبعد دراسة الأدلة، تبيّن له أن الحق مع الرجل العامي، فأصدر حكمًا جريئًا كتب في صدره:

“آثرتُ ديني على دنياي، وحكمتُ على أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد، مبتغيًا رضا العزيز الحميد.”

 السلطان يُقرّ الحكم ويُخلّد التواضع

عندما وصلت أوراق الحكم إلى إسطنبول، اطّلع عليها السلطان عبد الحميد الثاني، فأقرّ الحكم وقال عبارته الخالدة:

“الحمد لله الذي أوجد في رعيتي من إذا أخطأتُ حكم عليَّ ورَدَّني إلى الحق.”

بهذا الموقف، تجلّت صورة نادرة من صور العدالة الإسلامية، التي لا تفرق بين سلطان ورجل من عامة الناس، حين يكون الحق واضحًا.

 إرث من النزاهة والعدل

رحم الله القاضي العادل محمد ناصر الدين الخطيب، ورحم الله السلطان المتواضع عبد الحميد الثاني، فكلاهما كان مثالًا يُحتذى به في النزاهة والورع والعدل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى