تقارير وتحقيقاتشئون عربيةفلسطين

هآرتس عن جنود عائدين من حرب الإبادة :”هم عادوا الى البيت، لكن ليس من الحرب”

متابعة هاني حسبو

‏تحت عنوان ” هم عادوا الى البيت، لكن ليس من الحرب”

تنشر صحيفة هآرتس قصصا لستة جنود اسرائيليين من خلفيات مختلفة عادوا من حرب الإبادة في غزة ويعانون من اضطراب ما بعد الصدمة،وتقول: ” ستة شهادات من جهنم التي تعيش بداخلهم”

تصف الشهادات عالما مشوها ووضعا نفسيا مزريا، لن اركز عليه في هذه التغريدة، يحتاج الى مختصين في علم النفس بموازاة أبعاد عدة لفهم النفسية الاسرائيلية.

الشهادات تكشف عالما واسعا من المعرفة الانثروبولوجية عن المجتمع الإسرائيلي، وأزمة علاقته بالدولة المتصاعدة بعد 7 أكتوبر، وعلاقة الدولة الوظيفية معه، في الحقيقة المقال واسع ويمكن المهتم من استنباط مستويات عدة من المعرفة في علم النفس والسياسة وكواليس الحرب، والأهم تحولات الدولة من حيث الأولويات والنظام وبشكل أشمل من حيث التعريف ل ما هية هذا المشروع.

احدى النقاط البارزة التي كانت دافعا للكاتب على ما يبدو لكتابة المقال هو النضال أمام مؤسسات الدولة لتحصيل حقوق هؤلاء الجنود.. الذين التقت قصصهم عند نقاط عدة، جميعهم ضحايا، جميعهم في مهمة انقاذ جنود او اسرى، وما اريد ان اتحدث عنه هو ان جميعهم لديهم مشكلة في نسبة الإعاقة التي منحتها لهم المؤسسة.

يعني.. ببساطة دولة اسرائيل لا تأتمن الإسرائيلي، حتى لو احضر اثباتات من اطباء ان نسبة اعاقته 70% ( ما يعني مخصصات تأمين وحوافز مادية) تكتفي الدولة بإعطائه 40% فقط، احدهم قال ان الجهات المعنية لا تصدق الأطباء.. لماذا؟! لان الجميع يشكك بصدق الجميع والتأمين يرسل من يفحصك انت وسيارتك مرات عديدة ليتأكدوا انك تستحق التعويض اذا ما قمت بحادث سيارة مثلا..

من تضررت بيوتهم بسبب قصف حزب الله في مستوطنات الشمال، كان البنك يرسل من يتقصى ما اذا كانت البيوت تضررت بالفعل بسبب القصف ام أتلفوها عمدا للحصول على أموال من التأمين.

◾️في ظل حروب مستمرة على جبهات عدة، وفي ظل اقتصاد يحاول الصمود، وفي ظل قانون اعفاء تجنيد الحريديم الذي يلوح بالافق، اخر ما تريده الدولة هو تعويض المتضررين نفسيا، من جهة ستفتح لنفسها باباً لن تستطيع اغلاقه من كثرة الطلبات، ومن جهة ثانية سيعتبره كثيرون سبيلا للتهرب من الخدمة.

بحسب هآرتس قسم التأهيل في وزارة الدفاع قال إنّه، منذ 7 أكتوبر، يتابع أكثر من 31 ألف مصاب نفسي وضحايا اضطراب ما بعد الصدمة، أي زيادة بنسبة 180%، واعتبر أن علاج المصابين النفسيين “تحدٍ وطني”.

◾️لكن في المقابل يجمع أصحاب القصص الستة أن الاهمال والعزلة قد يترجم الى انتحارات، خاصة وان هنالك تكتم على اعداد المنتحرين الحقيقية، احدهم قال تعبير مثير للتأمل يسلط الضوء على طبقات من الإنقسام وتنوعه، قال إنه يخشى أن يتفاقم الوضع مع تضخم أعداد المتقدمين لسنوات قادمة، “والكعكة صغيرة لا تكفي الجميع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى