أراء وقراءات

هجرة النبى .. دروس وعبر

كتب – وليد على

عندما يحل علينا شهر الله المحرم من كل عام نتذكر جميعا هجرة النبى الامين صلى الله عليه وسلم وكيف قدم النبى واصحابة من تضحيات كان ولازال يقف امامها المرأ طويلا متعجبا كيف يقدم اى انسان مثل هذه التضحيات وهو لا يزال حديث عهد بالجاهليه بل وكيف يترك ماله وولده ووطنه لله انه والله نور الايمان بالله الذى ملء قلوبهم .

يقول الله تعالى  (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (الأنفال30  .

وذلك أنَّ مشركي قريش تآمروا في دار النَّدوة في شأن النبى  محمَّد عليه السًّلام فقال بعضهم: قيدوه نتربص به ريب المنون وقال بعضهم: أخرجوه عنكم تستريحوا من أذاه ، وقال أبو جهل  لعنه الله: ما هذا برأي ولكن اقتلوه بأن يجتمع عليه من كلِّ بطنٍ رجلٌ فيضربوه ضربة رجلٍ واحدٍ فإذا قتلوه تفرَّق دمه في القبائل فلا يقوى بنو هاشم على حرب قريش كلِّها .

فأوحى الله تعالى إلى نبيِّه بذلك وأمره بالهجرة فذلك قوله: ﴿ ليثبتوك ﴾ أَيْ: ليوثقوك ويشدُّوك ﴿ أو يقتلوك ﴾ بأجمعهم قتلةَ رجلٍ واحدٍ كما قال اللَّعين أبو جهل ﴿ أو يخرجوك ﴾ من مكَّة إلى طرفٍ من أطراف الأرض ﴿ ويمكرون ويمكر الله ﴾ أَيْ: يجازيهم جزاء مكرهم بنصر المؤمنين عليهم ﴿ والله خير الماكرين ﴾ أفضل المجازين بالسيئة العقوبة وذلك أنَّه أهلك هؤلاء الذين دبَّروا لنبيِّه الكيد وخلَّصه منهم .

فَأَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَبِيتَ فِي مَضْجَعِهِ الَّذِي كَانَ يَبِيتُ فِيهِ، فأذن اللَّهُ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يَنَامَ في مضجعه وقال له: «اتشح بِبُرْدَتِي هَذِهِ، فَإِنَّهُ لَنْ يَخْلُصَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ أَمْرٌ تَكْرَهُهُ». ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَخَذَ اللَّهُ أَبْصَارَهُمْ عَنْهُ فَجَعَلَ ينثر التراب على رؤوسهم وَهُوَ يَقْرَأُ: إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا إِلَى قَوْلِهِ: ﴿ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ﴾ [يس: 9].

وَمَضَى رسول الله إِلَى ْغَارِ ثور ويمشى ابى بكر مع النبى تاره عن يمينه وتارة عن شماله وتاره من خلفه وتارة من امامه ويساله رسول الله ما هذا يا ابا بكر فيجيبه يا رسول الله انما انا فرد وانما انت امه فداك ابى وامى يا رسول الله ويحينما وصلوا الى الغار يقول للنبى يا رسول الله ادخل انا اولا فان كان هناك اذى لا يمسك ويجد ثلاث ثقوب فى الغار فيسد اثنين وينظف الغار للرسول صلى الله عليه وسلم ويبقى ثقب فيسده بقدمه ويقول ادخل يا رسول الله فيدخل النبى وينام ويضع راسه فى حجر ابى بكر ويلدغ ابا بكر فيكتم المه ويبكى من شدة الالم حتى ينزل الدمع على خد رسول الله فيستيقظ ويقول ما هذا يا ابا بكر فيقول لدغة يا رسول الله فيأخذ النبى من ريقه ويمسه فينشط.

ويخرج المشركين مسرعين فى طلب النبى وصاحبه ويبحثوا عنه فى كل مكان حتى وقفوا امام الغار ويراهم الصديق رضى الله عنه ويقول يا رسول الله لو نظر احدهم تحت قدميه لابصرنا فيقول رسول الله يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما قال الله تعالى ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  )

وهنا يعلمنا رسول الله ان من يتوكل على الله يكيفه كل شر وهم وسوا وانه لما كان خروج رسول الله من داره مهاجرا الى الله تاركا وطنه واهله من اجل تبليغ دين الله الى الناس كافة كفاه الله شر هؤلاء المشركين .

ويعلمنا الصديق اروع صور الحب والتضحيه وهو حب النبى صلى الله عليه وسلم والتضحيه من أجل دين الله عز وجل .

ما أجملها من تضحية وما أعظمه من حب لله ورسوله ولا يتسع المقام لذكر تضحيات الصديق الذى علم الدنيا كيف يكون الوفاء والعطاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.