هجمات بالطائرات المسيّرة تقطع الكهرباء في الخرطوم وسط تصاعد وتيرة الحرب بالسودان

كتب / د. هيام الإبس
قالت السلطات السودانية، يوم الخميس، إن طائرات مسيرة شنتها قوات الدعم السريع تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة الخرطوم والولايات المحيطة، في تطور لافت ضمن سلسلة هجمات بعيدة المدى تشنها القوات على البنية التحتية الحيوية بعد أكثر من عامين من الحرب المستمرة مع الجيش السوداني.
وأوضحت شركة الكهرباء السودانية أن طائرات مسيرة استهدفت مناطق في ولاية الخرطوم مساء الأربعاء، مما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة في عدد من المحطات، بينما تعمل الفرق الفنية على إخماد الحرائق وتقييم الأضرار تمهيدًا لبدء عمليات الإصلاح.
تغيير تكتيكات الدعم السريع
بعد أن فقدت قوات الدعم السريع معظم مواقعها في وسط السودان خلال الأشهر الأخيرة، لجأت إلى تكتيكات هجومية جديدة تعتمد على الطائرات المسيّرة لضرب منشآت استراتيجية مثل محطات الكهرباء والسدود، في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني.
واستهدفت الهجمات بالطائرات المسيرة مدينة بورتسودان، التي تمثل القاعدة الرئيسية للجيش خلال الحرب، إضافة إلى مناطق أخرى، ما أدى إلى انقطاعات مطولة في التيار الكهربائي والمياه، وفاقم من معاناة السكان، وزاد من خطر انتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا.
معارك برية واشتباكات في الغرب
وفي جنوب مدينة أم درمان، إحدى مدن العاصمة الكبرى، استمرت الاشتباكات البرية، حيث شن الجيش هجمات على جيوب تابعة لقوات الدعم السريع. كما اندلعت مواجهات عنيفة في ولاية غرب كردفان، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة لآلاف المدنيين.
ويحاول الجيش السيطرة على المناطق المنتجة للنفط في كردفان، والتقدم نحو معاقل الدعم السريع في إقليم دارفور، حيث يسعى لفك الحصار المفروض على مدينة الفاشر، آخر موقع استراتيجي رئيسي تحت سيطرته في الإقليم.
أزمة إنسانية متفاقمة
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن الحرب التي اندلعت نتيجة صراع على السلطة والانتقال إلى الحكم المدني، تسببت في نزوح أكثر من 13 مليون شخص، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، ونشرت المجاعة والأوبئة في أنحاء البلاد، فيما لا يزال أي من الطرفين بعيدًا عن تحقيق نصر حاسم.