السودانشئون عربية

هجمات متواصلة على بورتسودان… والحكومة السودانية تعلن التصدي لمحاولة استهداف قاعدة بحرية

✍️ كتبت: د. هيام الإبس

أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الأربعاء، تصديها لهجوم جديد بطائرات مسيّرة استهدف قاعدة فلامنجو البحرية بولاية البحر الأحمر، في ثاني محاولة خلال أربعة أيام لاستهداف واحدة من أهم المنشآت العسكرية في البلاد، وسط تصاعد خطير في وتيرة الهجمات على مدينة بورتسودان المستقرة نسبياً منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

تصعيد عسكري يستهدف آخر المعاقل الآمنة

ولليوم الرابع على التوالي، تعرضت بورتسودان لهجمات متواصلة باستخدام طائرات مسيّرة، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة شملت منشآت نفطية ومطار المدينة، في ظل غياب إعلان رسمي بشأن حجم الخسائر. وأفاد شهود عيان بسماع أصوات مضادات أرضية أثناء تصدي الجيش للهجمات.

وأكد العميد نبيل عبدالله، الناطق باسم القوات المسلحة، أن الدفاعات الجوية أسقطت الطائرات المسيرة بنجاح، مشيرًا إلى سماع دوي انفجارات قرب قاعدة فلامنجو، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الأضرار.

قاعدة فلامنجو… أهمية استراتيجية وصراع نفوذ دولي

تُعد قاعدة فلامنجو البحرية من أعرق المنشآت العسكرية السودانية، حيث أنشئت قبل 66 عامًا بالقرب من الميناء الجنوبي لبورتسودان، وتشرف على أحد أهم الممرات البحرية الإقليمية. وقد ارتبطت القاعدة خلال السنوات الأخيرة بمفاوضات لإنشاء قاعدة روسية، مما جعلها محط أنظار القوى الإقليمية والدولية، خاصة روسيا والولايات المتحدة.

وسُميت القاعدة باسم “فلامنجو” نسبةً إلى طائر الفلامنجو المنتشر على سواحل البحر الأحمر، وهي اليوم نقطة ارتكاز رئيسية للجيش السوداني، وهدف استراتيجي في خضم الحرب الدائرة.

إدانات دولية وتحذيرات من كارثة إنسانية

أثارت الهجمات على بورتسودان ردود فعل دولية واسعة. فقد أعربت الأمم المتحدة، عبر منسقتها المقيمة في السودان كلمنتين نكويتا سلامي، عن “صدمتها وقلقها البالغ”، محذرة من أن استهداف المدينة يُهدد “المركز الإنساني الرئيسي في السودان”، ويُفاقم معاناة المدنيين.

من جانبها، أدانت الولايات المتحدة الأمريكية هذه الهجمات، ووصفتها بأنها تصعيد خطير في النزاع المسلح، داعيةً إلى السماح الكامل وغير المقيّد بوصول المساعدات الإنسانية، ومنع تدفق الأسلحة إلى أطراف النزاع.

اتهامات لقوات الدعم السريع… وصمت عن تبني الهجمات

ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات حتى الآن، تتهم الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بالوقوف خلفها، في رد فعل على خسائر ميدانية منيت بها مؤخرًا في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.

تحول نوعي في الحرب… وأبعاد إقليمية ودولية

ويرى الباحث السياسي أحمد مختار أن استهداف قاعدة فلامنجو يشير إلى تحول في طبيعة الحرب السودانية من نزاع داخلي إلى صراع له أبعاد دولية، لا سيّما مع تزايد الاهتمام الدولي بالبحر الأحمر كممر استراتيجي.

كما اعتبر أن الهجمات تعكس “ارتباكًا” في تعاطي الحكومة السودانية، و”ضعفًا في التصريحات الرسمية” الصادرة عن مجلس الدفاع المشترك ورئيس مجلس السيادة، في وقت تتعرض فيه العاصمة المؤقتة ومقر الحكومة وعمليات الإغاثة لهجمات مستمرة.

المخاوف تتصاعد… وسباق النفوذ يعود للواجهة

في مشهد يعيد إلى الأذهان سباق النفوذ بين روسيا والولايات المتحدة، كانت السواحل السودانية قد شهدت في 2021 زيارات متبادلة من سفن حربية روسية وأمريكية، ما اعتبره مراقبون تعبيرًا عن حالة التنافس الحاد على البحر الأحمر.

وفي ضوء استمرار الهجمات على بورتسودان، والتي ظلت بمنأى عن القتال طيلة عامين، حذّر مسؤول أوروبي في 2024 من أن اتساع رقعة النزاع إلى شرق السودان قد يستدعي تدخلًا دوليًا أكبر لإنهاء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى