أخبار العالماحدث الاخبار

‏هجوم فجر 1 يونيو على روسيا زلزال جيوسياسيً ضرب صميم الترسانة النووية الجوية الروسية….ما القصة؟

‏هجوم فجر 1 يونيو على روسيا لم يكن مجرد هجوم آخر في الحرب الروسية الأوكرانية. كان زلزالًا جيوسياسيًا ضرب صميم الترسانة النووية الجوية الروسية.

سرب من الدرونات الانتحارية FPV، انطلقت من داخل الأراضي الروسية نفسها، استهدفت قواعد تعتبر من أقدس مناطق الردع الروسي: دياجيليفو، إنجلز، موروم.

‏القيمة الرمزية والعسكرية للأهداف:

ما تم استهدافه ليس مجرد طائرات، بل أعمدة في “ثالوث الردع” الروسي.

 

قاذفة TU-95: منذ 1956، تعرف باسم “الدب”، قاذفة نووية عابرة للقارات، حاملة لصواريخ KH-101.

 

قاذفة TU-22M: فوق صوتية، قاتلة حاملات، استخدمت بكثافة لضرب أهداف داخل أوكرانيا.

 

طائرة A-50: طائرة الإنذار المبكر التي تدير السماء الروسية بأكملها.

‏كيف وقع الهجوم؟ خريطة الكارثة:

 

الموقع: القواعد تقع على بعد مئات الكيلومترات من أوكرانيا.

 

الوسيلة: درونات FPV رخيصة ومميتة.

 

مصدر الإطلاق: من داخل روسيا! تشير مصادر غربية إلى أن الدرونات أُطلقت من مواقع قريبة، ربما مخابئ أو مستودعات في مناطق غاباتية.

 

التكتيك:

 

موجات متتالية تربك الدفاعات.

 

درونات “تضحية” تمتص الدفاعات.

 

هجوم فجري يراهن على ضعف اليقظة.

‏الجانب المظلم: اختراق استخباراتي مروّع!

هذا الهجوم لا يمكن أن يتم دون:

 

معلومات بشرية دقيقة (HUMINT): تحديد أماكن صفّ الطائرات، أوقات الدوريات، ثغرات الأمن.

 

رصد إشارات (SIGINT): متى تنشط الرادارات؟ متى تصمت الاتصالات؟

 

تسهيل لوجستي داخلي: إدخال/تخزين الدرونات؟ من أعان على ذلك؟

هذا يعيدنا لمدرسة الموساد الكلاسيكية، لكن بأدوات رخيصة وحديثة.

‏الاختراق الأمني: أين كانت الدفاعات؟

 

منظومة S-400 وسواها لم ترَ شيئًا: لأن الدرونات طارت على ارتفاع منخفض جدًا وبسرعات يصعب تتبعها بالرادارات التقليدية.

 

منظومات SHORAD (بانتسير، تور): غير قادرة على التعامل مع عشرات الأهداف الصغيرة والمتزامنة.

 

الأمن البشري؟ ربما مخترق، متواطئ، أو نائم.

نحن أمام فشل أمني مركّب: تقني، بشري، وسيناريو لم يكن محسوبًا.

 

💸 الخسائر المادية: ضربة للمليارات

 

تدمير أو تضرر 6 إلى 8 طائرات، منها TU-95 وTU-22M وA-50.

 

هذه الطائرات نادرة ومكلفة:

 

A-50: حوالي 350 مليون دولار

 

TU-95: لا تُنتج مجددًا، قطع غيارها نادرة

 

تكلفة العملية كلها قد لا تتجاوز 200 ألف دولار!

الميزان هنا ليس عسكريًا فقط، بل رمزيًا واستراتيجيًا.

 

الانعكاسات العسكرية:

 

شل جزئي للضربات الصاروخية: العديد من هجمات KH-101 كانت تنطلق من هذه القاذفات.

 

فجوة في السيطرة الجوية: خسارة A-50 تعني فقدان التنسيق الشبكي للقوات الجوية في الجنوب الروسي.

 

إعادة توزيع القاذفات الباقية: مما يقلل من جاهزيتها، ويزيد من ضغط تشغيلها.

 

استنزاف مخزون الاحتياطي: مع صعوبة الإنتاج في ظل العقوبات.

‏الزلال السياسي داخل موسكو:

 

إحراج شخصي لبوتين: حدث في فترة رمزية (قرب ذكرى إعلان “العملية الخاصة”).

 

اتهامات متبادلة: من يتحمل المسؤولية؟ FSB؟ وزارة الدفاع؟ حاكم المقاطعة؟

 

تآكل خطاب “الهيبة والسيطرة”: الإعلام الرسمي يحاول التغطية، لكن الصور تتحدث.

 

رسائل داخلية مخيفة: من يسهل العمليات داخل حدود الدولة النووية؟

 

الصدمة النفسية للمواطن الروسي:

 

الضربات على موسكو سابقًا كانت مفاجِئة، لكن هذه أكثر عمقًا.

 

“الحرب بعيدة” أصبح وهمًا.

 

“إذا لم يُحموا القاذفات النووية.. فماذا عني أنا؟”

 

تعزيز الشعور بالهشاشة، قد يتحول إلى إحباط أو حتى غضب على النظام.

 

شبح التواطؤ الداخلي:

 

لا يمكن تجاهل احتمال وجود “مساعدة داخلية”.

 

مجموعات معارضة مسلحة (كتيبة روسيا الحرة؟ الباتاليون السيبيري؟) قد تكون ضالعة.

 

الضباط الساخطون، شبكات الفساد، أو حتى قادة محليون غير موالين كليًا.

 

“العدو في الداخل” يعيد روسيا إلى شبح 1917 و1991.

‏ردود فعل متوقعة من الكرملين:

 

1. رد عسكري ساحق: قصف البنية التحتية الأوكرانية.

 

2. قمع داخلي واسع: اعتقالات، تفتيشات، طرد مسؤولين.

 

3. تغيير رؤوس أمنية وعسكرية: ضباط كبش فداء.

 

4. تصعيد ضد الناتو إعلاميًا: محاولة تحويل الأنظار.

 

5. إعادة انتشار أمني كثيف: خصوصًا حول القواعد الجوية.

لكن الثقة في “المنظومة” تصدّعت.

‏الرسائل الأوكرانية الصامتة:

 

نحن نملك الذكاء والقدرة: لسنا فقط في موقع دفاعي.

 

الدرونز لا تعني الضعف: التكنولوجيا الرخيصة أكثر فاعلية أحيانًا من الطائرات المتقدمة.

 

الهجوم لهدف نفسي: خلخلة القيادة والردع، وليس فقط تدمير مادي.

 

تحفيز المعارضة داخل روسيا: “نحن نخترق النظام.. وأنتم أيضًا يمكنكم ذلك”.

 

هل تكرر التاريخ؟ بيرل هاربور × الموساد × العصر الرقمي

 

بيرل هاربور كانت ضربة على قاعدة نائية آمنة.

 

الموساد تفوّق استخباراتيًا في بيئات معادية.

 

هنا: أوكرانيا جمعت الاثنين، باستخدام التكنولوجيا المتاحة تجاريًا، والاعتماد على عملاء من الداخل.

مزيج يغيّر قواعد اللعبة.

‏الدرس العالمي: لا حصانة لأي هدف بعد اليوم!

 

القواعد “الآمنة” صارت أهدافًا سهلة إذا وُجد الذكاء الكافي.

 

الدرونز تغيّر شكل الحروب:

 

منخفضة التكلفة

 

دقيقة

 

مرعبة نفسيًا

 

هذه الحرب أصبحت “مدرسة” في الاستخدام الهجين للتكنولوجيا، التجسس، والضربات النفسية.

 

هل انتهى عصر القاذفات الاستراتيجية؟

 

من المبكر الجزم، لكنها أصبحت “ديناصورات مكشوفة”.

 

تحتاج الآن إلى:

 

أنظمة حماية متطورة (درونز دفاعية، ليزر).

 

قواعد تحت الأرض أو متنقلة.

 

تشتيت تمركزها الدائم.

 

في المقابل، سيزداد الاعتماد على الغواصات والصواريخ الباليستية.

‏على مستوى الجبهة الأوكرانية:

 

دفع معنوي هائل: العملية رفعت الروح المعنوية في كييف والشعب.

 

دفع دبلوماسي غربي: نجاح قد يعجّل بتسليم مقاتلات F-16 وذخائر دقيقة.

 

ضغط ميداني: انخفاض وتيرة الضربات الجوية الروسية سيمنح القوات الأوكرانية مرونة تكتيكية.

 

إثبات قدرة الردع الأوكراني: لسنا مجرد مستقبلين للهجوم بعد اليوم.

 

هل التصعيد النووي ممكن؟

 

نظريًا: أي مساس بالترسانة الاستراتيجية يمكن أن يثير ذعرًا.

 

عمليًا: لا مؤشرات على نوايا نووية.

 

روسيا قد تلجأ إلى تهديدات أو تجارب استعراضية كرسالة ردع فقط.

 

لكن العملية فتحت نقاشًا جديدًا: هل الردع النووي فعّال في عصر الدرونز؟

‏سيناريوهات المستقبل القريب:

 

1. حرب استنزاف ذكية: أوكرانيا تواصل “لدغات دقيقة”، روسيا ترد بغضب وعنف.

 

2. تصعيد داخلي روسي: مزيد من الهجمات المعارضة داخل العمق.

 

3. تعمق التعاون الاستخباراتي الغربي الأوكراني.

 

4. إدخال أسلحة جديدة للميدان (F-16؟ درونات أسرع؟).

 

5. ضغوط دولية لكبح التصعيد، لكن بلا فعالية حالية.

الهجوم كأداة استراتيجية وليس فقط تكتيكًا:

 

أوكرانيا لا تبحث فقط عن النصر الميداني.

 

الرسائل موجّهة إلى:

 

الرأي العام الروسي

 

القيادة الروسية

 

الحلفاء الغربيين

 

الدول المترددة في دعم كييف

إنه تغيير للعبة من الداخل.

‏العدو الجديد للجيوش التقليدية: التكنولوجيا الرخيصة + الجواسيس المحليين + الجرأة

 

لم تعد الحروب تقاس بالميزانيات، بل بالمرونة والخيال.

 

هذا الهجوم قد يُدرّس لاحقًا في الأكاديميات العسكرية مثلما تُدرّس حرب الشتاء الفنلندية أو ستالينغراد.

 

إنه لحظة مفصلية في تطور تكتيكات “الردع بالمباغتة”.

الخلاصة:

ما حدث فجر 1 يونيو هو أكثر من مجرد عملية عسكرية ناجحة.

إنها صفعة استراتيجية، نفسية، وسياسية لنظام راهن على “عمق منيع”.

أوكرانيا اخترقت هذا العمق.. وغيّرت قواعد الصراع.

ونحن نشهد تحولًا في ماهية الحرب الحديثة:

 

حيث الأرخص يهزم الأغلى

 

والذكي يهزم القوي

 

والداخل يضرب العمق

مختارة من حساب سامي العمري على منصة x.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى