الصراط المستقيم

هل الدين شعارات أم تعاليم؟

 

لقد حول بعض الناس الدين من تعاليم إلى شعارات خالية من التطبيق والسبب الرئيس في ذلك اتباع الهوى . فمثلا نجد البعض معجبا بالأخلاق الإسلامية وبالآيات والأحاديث التي تأمرنا بالأخلاق الحسنة ككلام نظري جميل ورائع يتخذه شعارات يرددها لكن إذا قلت له انتقل خطوة إلى الأمام وطبق أخلاق الإسلام على نفسك تجده يرفض لأن هواه لا يريد منه انضباطا بضوابط الشرع.

فقد يسمع البعض قول الله تعالى: (وَقُولُوا۟ لِلنَّاسِ حُسۡنࣰا) وقوله تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِی یَقُولُوا۟ ٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ یَنزَغُ بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَـٰنِ عَدُوࣰّا مُّبِینࣰا).

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا فيرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا فيهوي بها في جهنم).

فهذا الكلام جميل جدا ككلام فقط لكن عند البعض من الناحية العملية ليس جميلا وكأن الكلام نقبله كشعارات لكن نرفضه كتعاليم واجبة التطبيق والعمل.

كلنا يحفظ قول الله تعالى: (مَّا یَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَیۡهِ رَقِیبٌ عَتِیدࣱ) لكن عادي عند البعض نطلق ألسنتنا للسب والشتم واللعن والطعن في الأعراض وممكن يكون الإنسان يصلي ويزكي ويحج ويعتمر لكنه جعل تعاليم الإسلام حسب الهوى يأخذ من الدين ما يوافق هواه ويرفض من الدين ما يخالفه.

ويتساءل البعض : لكن يا شيخ أنت لا تعرف أن فلانا بدأ بالأذى وبالسب والشتم ؟

يا أخي الكريم :

ما الفرق بينك وبينه إذا عاملت سيء الخلق بسوء خلق

ومتى تتعامل بالأخلاق الحسنة إذا تعاملت بسوء خلق مع سيء الخلق

أخي الكريم:

اعلم أن الكلمة قبل أن تخرجها من فيك (فمك) أنت تملكها فإذا أخرجتها ملكتك

أخي الكريم :

صن لسانك عن الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم

صن لسانك عن الغيبة والنميمة

والغيبة هي أن تذكر أخاك في غيبته بما يكره والنميمة هي نقل كلام من قوم إلى قوم على جهة الإفساد والشر يعني الموقعاتي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قتات) أي نمام.

احذر أن تكون من شر الناس فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه).

توقف عن الخوض في الأعراض وتتبع عورات الناس فأنت لم تنزل من السماء وكلك عورات لكنك تعيش في ستر الله تعالى فاحذر أن تتبع عورات الناس لتفضحهم فيكشف الله تعالى ستره عنك فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته.

كذلك لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك .

واعلم أنك كما تدين تدان .

واعلم أن الله تعالى يمهل ولا يهمل .

انج بنفسك وحسن حالك واتبع تعاليم الإسلام تفز وتسعد في الدنيا والآخرة.

لا تغتر بمن حولك ممن يؤيدك في المعصية ومخالفة تعاليم دينك فلن يغني عنك من الله شيئا وسوف تحاسب وحدك.

وأخيرا

إذا قرأت هذا المقال ولم يتحرك قلبك لما فيه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية فإني أخشى ولا أجزم ولا أحب لك أن ينطبق عليك قول الله تعالى: (أَفَرَءَیۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمࣲ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَـٰوَةࣰ فَمَن یَهۡدِیهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)

وأخشى ولا أجزم ولا أحب لك أن يكون الله تعالى عاقبك في الدنيا بأن صرف عنك آياته فتسمع آيات الله تعالى فلا يتحرك قلبك ولا تعمل بها وكأنك لم تسمع شيئا وذلك بسبب تكبرك فقد قال الله تعالى: ( سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَایَـٰتِیَ ٱلَّذِینَ یَتَكَبَّرُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن یَرَوۡا۟ كُلَّ ءَایَةࣲ لَّا یُؤۡمِنُوا۟ بِهَا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلرُّشۡدِ لَا یَتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلۡغَیِّ یَتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰاۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَكَانُوا۟ عَنۡهَا غَـٰفِلِینَ)

لا تتكبر فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر..ثم قال: الكبر بطر الحق وغمط الناس) وبطر الحق أي رد الحق وعدم قبوله. وغمط الناس أي احتقار الناس

اعلم أن اتباع الهوى يؤدي إلى الضلال والضلال عاقبته عذاب شديد فقد قال الله تعالى: (یَـٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلۡنَـٰكَ خَلِیفَةࣰ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَیۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَیُضِلَّكَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَضِلُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدُۢ بِمَا نَسُوا۟ یَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ)

وتذكر دائما قول الله تعالى: (وَٱتَّقُوا۟ یَوۡمࣰا تُرۡجَعُونَ فِیهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ)

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.