هل بعد هذا التعذيب البشع تستحق الأم الرحمة من ابنها
بقلم / الدكتور محمد النجار
لم أتمالك نفسي من البكاء عندما رأيت آثار التعذيب البشعة على جسد الطفل الصغير “اليتيم” (يحيى لطفى صبحى) الذي لم بكن عمره سوى 3سنوات!!! وقد نقلت الصحافة في حينه قصته الانسانية التي يحزن لها قلب أي انسان يملك مشاعر إنسان وليس جبار من الجبابرة .. الطفل من إحدى قرى مركز كفر الشيخ عذبته أمه بمساعدة زوجها الجديد(عم الطفل بعد وفاة والده). لقد وصل الطفل لمستشفى كفر الشيخ بعد ان نقله أحد الأهالى مصابا باضطراب فى الوعى وضعف فى الدورة الدموية والتنفسية وزرقان شديد فى الجسد ، وتظهر عليه إصابات خطيرة ووحشية و كدمات وسحجات وحروق من الدرجة الثانية بالصدر والبطن والقدمين.
وبعد محاولات المستشفى من ادخاله العناية المركزة ومحاولات انعاش قلبه وافاقته قال الطفل المسكين : أن أمه تضربه بالشبشب والخرطوم هي وزوجها ويعذبونه بلسعه بالنار الملتهبة في الصدر والبطن والقدمين بسبب تبوله اللا إرادي…
أليس لهذه الأم قلب يرفرف عندما رأت بعينها دموع طفلها الصغير؟ أليس لهذه الأم قلب يرق لصرخات طفلها وهي تنزل عليه بالخرطوم ضربا رهيبا يمزق جسده؟؟ أليس لهذه المرأة “الأنثى والأم” مشاعر أمومة وابنها يتألم ويستغيث وهي تحرقة بالنار في صدره مرة ؟ وتحرقه في بطنه مرة أخرى ، وفي قدمه مرة ثالثة؟
أليس لهذا الرجل قلب يحن على ابن أخيه الذي توفى وترك الطفل أمانة في عنقه ،فيقوم بإحراقه بالنار وتعذيبه حتى كاد ابن أخيه يفارق الحياة؟
إنها نماذج بشرية بشعة ليس لديها أي مشاعر انسانية ، فإذا كانت الأم بهذه البشاعة ، وذلك العم بهذه القسوة؟ فهل سيكون لديهم أي رحمة بالآخرين؟
وقد نشرت الصحافة تلك القصة في حينها ، ووجهت أجهزة الأمن الإتهام للأم وزوجها “عم الطفل المسكين” بتعذيب الطفل الصغير وإصابته بإصابات خطيرة ووحشية كادت تفقده حياته.
لقد رأينا الحيوانات تدافع عن صغارها ، فكيف وصلت أمثال تلك الحيوانات البشرية لهذه القسوة والجبروت؟؟
لقد حرم الله التعذيب بالنار للانسان بل حتى للنمل أو أي كائن حي ، فلا يجوز تعذيب أو حرق أي حشرة أو حيوان بالنار، فكيف يعذب البشر طفلا صغيرا ، أو انسانا مهما كان عمره وجريمته ؟
لقد حرّم الله تعذيب الإنسان بغض النظر عن لونه أو عرقه أو دينه، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا) رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم (لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ) رواه أبو داود.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لاَ تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ) رواه البخاري.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ) رواه البخاري، وقد عقد البخاري في صحيحه باب (لا يعذب بعذاب الله)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فتعذيب الإنسان بالنار حرام شرعاً بغض النظر عن عمل المعذّب، والإقدام على هذا العمل ظلم كبير، فديننا الإسلامي نهى حتى عن حرق الحيوانات والحشرات بالنار.
هذا تقصير مشايخ الدين الذي ركزوا فقط على حقوق الوالدين ، حقوق الأباء والأمهات وكأن أبناءهم عبيد عندهم يعبدونهم مع عبادة الله ، فأين حقوق الأبناء..
حسبنا الله ونعم الوكيل في الجبابرة والقساة الذين يعذبون البشر دون خوف من الله .
وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون..
د.محمد النجار 12مارس2021م صباح الجمعة28 رجب1442هـ