هل بنعرف نختار خير الشّرّين؟
كتبت / أ.د.نادية حجازي نعمان.
“ليس الفطِنُ من عرفَ الخير من الشرَّ، وإنما الفَطِنُ من عرف خير الشَّرين.”
عندما قال الفاروق هذه الجملة بالتأكيد كان يعي تمامًا ان الاختيار بين الشرين أمرًا ليس بالهين
لأن الإنسان موضوع بين أمرين أحلاهما مرُّ!.
واختيار خير الشّرين ليس مبدأً من مبادئ العقل فقط، وإنما مبدأ من مبادئ الشريعة أيضاً، وما استحسن العقل السليم رأياً إلا وكانت الشريعة قد أيدته.
عندما خرق الخضر سفينة المساكين، استنكر موسى عليه هذا الفعل ولكن الخضر كان يختار خير الشرين ،إما أن يخرقها أو تركها سليمة ويسلبها الملك.
أحياناً يكون إبقاء مشكلة على الوضع الذي عليه الذي هي عليه يكون أفضل الحلول . فالحلول الجذرية مؤلمة أحياناً، والمصلحة التي تتحقق في حلها أقل كثيراً من المفسدة التي تترتب على ذلك، لهذا كان دوماً درء المفاسد مقدم على جلب المصالح!
أحياناً قول كلمة قد يكون خيراً، وأحياناً قد يكون الصمت هو الخير الوحيد .
٢٠٢١/١٠/٤