هل تؤثر الأصول الإسلامية في توجهات رئيس وزراء بريطانيا الجديد ؟!
جونسون يفتخر بأصوله الاسلامية ثم يظهر عدائه للإسلام
بقلم / الدكتور محمد النجار
جرت الانتخابات في حزب المحافظين البريطاني الذي ترأسه تريزا ماي التي عانت الفترة الماضية من مشاكل حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وقد فاز “بوريس جونسون” برئاسة حزب المحافظين بعد تفوقه على منافسه وزير الخارجية الحالي، “جيرمي هانت” ليخلف السيدة تيريزا ماي ، وفاز برئاسة وزراء بريطانيا ، و وقد سبق له العمل وزيرا للخارجية البريطانية ..
ذلك الرجل الأبيض (صاحب ال 55عام) ذو الشعر الذهبي في بريطانيا “بوريس جونسون” والذي يشبه ذلك الرجل الأبيض العجوز في الولايات المتحدة الامريكية “دونالد ترامب” ، فإذا كان هذا الشبه في الملامح ، فهل سيكون التشابه ايضا في التصرفات والسياسات والمنهج ؟ هذا ماستفسر عنه الأيام القادمة خاصة وقد عُرف عنه انه شخصيه مثيرة للجدل.
أصله تركي مسلم :
ان الجد الأكبر لبوريس جونسون في أواخر القرن التاسع عشر كان تركيا أبا وأما ، بل وكان ( مسلم الديانة ) ، وواضح في بوريس جونسون الدم الشركسي حيث أنه الحفيد للتركي لـ علي كامل Ali Kemal)) المولود في اسطنبول بحي السليمانية عام 1867 من أم شركسية مسلمة من جبال القوقاز في روسيا ، و الذي شغل منصب وزير الداخلية في زمن السلطنة العثمانية لمدة ثلاثة اشهر ، وكان “كاتبا صحفيا واديبا شاعرا ” يكتب المقالات والقصائد ويوقعها باسم (كمال علي) . ، كما أنه شغل منصب وزير الداخلية لمدة 3 أشهر فقط بحكومة “الصدر الأعظم” في السلطنة العثمانية. وقضى شنقا أثناء “حرب الاستقلال التركية” التي امتدت من 1919 إلى 1923 والتي جاءت بالزعيم العلماني كمال أتاتورك .
تصريحات معادبة للإسلام :
أصدر بوريس جونسون عام 2006 كتابا أسماه “حلم روما” وذكر في ملحق لهذا الكتاب مزاعم مثيرة للجدل واستفزازية للمسلمين فقال :
(( أن الإسلام تسبب في تخلف المسلمين وراء الغرب قرونا طويلة )) .
(( إن عنصرا ما في الاسلام هو وراء تخلف المسلمين وأن «المظلومية» المسلمة تظهر في كلّ نزاع، من البوسنة وفلسطين إلى العراق وكشمير.
كما يشير الى الاسلام على أنه سبب في عدم الديمقراطية في العالم العربي والاسلامي ، وهذه نفس المزاعم التي يكررها المستشرقون والعلمانيون إما جهلا بالاسلام أو بالعداء الصارخ له ولأتباعه .
ويصف النساء المسلمات المحجبات بأنهن ((صناديق البريد)) و ((لصوص المصاريف )) .
يحاول بوريس جونسون تأييد أراءه ضد الاسلام مقتبسا العبارة الشهيرة لرئيس الوزراء البريطاني السابق لونستون تشرشل :
((لا توجد في العالم قوة ارتداد أعتى من الإسلام)).
وكانت منظمة ((تل ماما)) “، التى تراقب الكراهية المعادية للمسلمين قالت عن بوريس جونسون بإنه أظهر عدم فهم للدين الاسلامي .
تذكير بوريس جونسون بجده المسلم :
الغريب ان بوريس جونسون يحاول دائما التذكير بجده لأبيه التركي المسلم((علي كمال)) ، ذلك الصحافي والشاعر ووزير الداخلية في أواخر أيام السلطنة العثمانية وذلك ليدفع عن نفسه تهمة كراهيته للإسلام .
هل يتفق عمدة لندن المسلم ورئيس وزراء بريطانيا من اصول مسلمة؟؟
قد يتفائل البعض بالجذور المسلمة لبوريس جونسون ، وإمكانية استيقاظ مشاعرة ذات الاصول المسلمة ، وتتناغم مع المشاعر الاسلامية لعمدة لندن المسلم ؟ مما يدفع المسلمين في بريطانيا الى مزيد من التفاعل والاندماج في المجتمع البريطاني ؟ أم هل تتناغم مشاعره العدائية مع النزعة الطائفية لشبيهه في البيت الابيض دونالد ترامب الذي يطلب من النائبة الديمقراطية ((إلهان عمر)) الصومالية الأصل بعودتها الى بلادها الصومال ؟؟
ونترقب الأحداث وما يطرأ عليها مع يقيننا بأن الدين الاسلامي هو دين سماحة ، وقد سبق أن استنجد به المسيحيون من ظلم الدولة البيزنطية ، ولازال رهبان ومسيحيو بيت المقدس يتذكرون العهدة العمرية التي اعطى بها امير المؤمنين عمر بن الخطاب الأمان لنصارى بيت المقدس.