بقلم الدكتور محمد النجار
تدور الاحداث في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي منذ اسبوع و بسرعة متناهية ، بين ما تقوله السلطات التركية باختفاءه بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطانبول ونشرت صورة له مأخوذة من الكاميرات الخارجية قبيل دخوله القنصلية وهي آخر صورة قبيل اختفاءه ، ولهذا تطلب السلطات التركية من القنصلية السعودية إثبات خروجه من القنصلية هذه المرة مثلما ظهر دخوله وخروجه في كاميرات القنصلية في المرة السابقة ، وقد اعطته القنصلية موعدا لحضوره وتسليمه الاوراق التي تقدم بطلبها ، وحضر في الموعد ودخل القنصلية ولم يخرج .
وترد القنصلية السعودية على السلطات التركية بأن كاميراتها لا تسجل الدخول ولا الخروج مما يجعل السلطات التركية تنظر بالشك والريبة وعدم تصديق القنصلية في هذا القول .
كما قالت السلطات التركية فيما بعد بان القنصلية السعودية أعطت موظفيها اجازة في ذلك اليوم ، وأن طائرتين خاصتين وصلتا اسطانبول قبيل دخول جمال خاشقجي وبهما (15) فرد أمن حجزوا اربع ايام في الفنادق إلا انهم بعد ساعتين تقريبا من دخول جمال خاشقجي القنصلية ألغوا حجزهم وغادروا اسطانبول الى السعودية.
إنها ازمة كبيرة تضع السعودية في مأزق مع تركيا أمام الاعلام العالمي خاصة وان الدولتين مسلمتان ، كما أن العالم ينظر للسعودية بأنها تمثل العالم الاسلامي، بما يُظهر بلاد المسلمين في ابشع صورة انسانية رغم ماتكبدته السعودية من أموال لتحسين صورتها امام الدول الغربية والاعلام العالمي بعد أحداث 11سبتمبر..
الحقيقة ان القلب ليحزن على اختفاء هذا الصحفي ،وما يحدث لكل الصحفيين في العالم ، كما يحزن القلب على العالم الاسلامي وصورته التي تشغل العالم كله.
وفي اعتقادي أنه لن تنجو صورة أي من الدولتين السعودية وتركيا لمزيد من التشويه والابتزاز مستقبلا
وننتظر الحقيقة فيما جرى لهذا الاعلامي ، فهل سيظهر من جديد ويدحض كذب مقتله؟
أم أنه لن يظهر الى الابد وتكون الحقيقة و الحساب عند الله الذي لاتخفى عليه خافية ؟؟ وأن الدماء لاتشربها الارض وانما تبقى معلقة حتى يتم الانتقام لها من الله جبار السماوات والارض.