بقلم / الدكتور محمد النجار
بينما كان يرقد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في مستشفى بسويسرا وغير قادر على الحراك والكلام ، تقدمت بطانته بطلب ترشيح له بفترة رئاسية خامسة بعد حكمه للجزائر عشرين سنة، فخرج عليه الشعب الجزائري بكافة أطيافه في تظاهرات شملت كافة ولايات الجزائر رافضا ترشيحه ، فتم احضاره من المستشفى بسويسرا الى الجزائر في محاولة لتخفيف حدة المظاهرات .. وتم تصويره في مشهد بدون أي صوت في مقابلات مع قائد الجيش وبعض الاشخاص ثم تم اصدار بيانا رسميا ورد فيه انه لم يكن ينوي الترشح لفترة رئاسية خامسة !!! ثم اصدر القرارات التالية :
- تأجيل الانتخابات الرئاسية
- تشكيل ندوة مستقلة لإعداد الدستور
- تعيين نور الدين بدوي (وزير الداخلية) رئيسا جديدا للوزراء
وبتحليل تلك القرارات يتبين مايلي :
- كيف لم ينو الترشيح بينما تم تقديم اوراقه للجنة الانتخابات عن طريق فريقه الذي قابله عند عودته للجزائر؟ وهذا في حد ذاته يوضح ان الرجل ليس من يدير امور الجزائر وانما حاشيته وبطانته هم الذين يديرون شئون البلاد ويتحكمون في العباد.
- إن رئيس الوزراء الذي تم تعيينه “نور الدين بدوي” هو وزير الداخلية ومن نفس النظام الذي ثار عليه الشعب في مظاهرات عارمة في كل مدن الجزائر ، وتقول عنه الجماهير انه وزير الداخلية الذي كان يزور الانتخابات البرلمانية والمحلية وكان يستعد لتزوير الانتخابات الرئاسية القادمة ..كما كان يتم تزويرها في الفترات السابقة .
- إن تأجيل الانتخابات يعني تمديد فترة بوتفليقة حيث ان فترة رئاسته تنتهي بعد شهر تقريبا في أواخر شهر ابريل القادم بينما يمثل قراره تمديدا له بدون انتخابات حتى يتم تشكيل لجنة الدستور واصلاح الدولة أي فترة غير محددة المدة .
وترى الاحزاب الجزائرية واصحاب الرأي إن بيان بوتفليقة انما هو بيان يكشف شلة المصالح التي تحكم الجزائر وتتحكم في السلطة والثروة ، وتحاول تمرير مسرحية هزلية لن ينخدع لها الشعب الجزائري الذي خرج يطالب بإنهاء فترة عشرين سنة من القهر واللصوصية للشعب الجزائري وسرقة ونهب ثرواته وبيعها بأثمان زهيدة للدول الاوربية .
ولهذا أيدت فرنسا ووزير خارجيتها قرارات بوتفليقة التي يراها الشعب على انها خداع للشعب الجزائري.
وتدعو الاحزاب الجزائرية الى بقاء الشعب وتظاهراته في الشارع وعدم الاستسلام لبوتفليقة وعصابته التي تود ان تستمر في سلب ثروات الشعب الجزائري وسلطاته، وضرورة استرداد الدولة التي صودرت مؤسساتها وثرواتها لصالح فئة ضالة لا ترعى مصالح البلاد
عشرون عاما والرئيس بوتفليقة في الحكم ولم يقدم شيئا للشعب الجزائري ، ولم تتحقق الديمقراطية ولم تزدهر الجزائر ولم تمتلآ الخزينة ، بل اصبحت الخزينة شبه فارغة ، بل اصبح الشباب الجزائري يغرق في البحر في موجات هجرة الى اوربا هروبا من الفقر والمرض والظلم والاستبداد.
فهل ستظل المظاهرات في الشوارع حتى يتم خلع النظام وحاشيته ؟
وهل سيستجيب النظام لمطالبات الشعب الجزائري ويتم التغيير السلمي ؟؟
أم سنرى سيناريوهات اخرى لا يعلم مداها إلا الله ؟؟
اللهم احفظ الشعب الجزائري الشقيق .. واحفظ بلد المليون شهيد