الاسرة والطفل

هل لأمهاتنا رائحة

بقلم أ.د.نادية حجازي نعمان

كعادتي كلما تمكنت من القراءة جلست لأقرأ ولكن هذه المرة لم تكن الكلمات التي أقرأها عادية فلقد أثار الكاتب أمر غريب جدًا فقد كان يتحدث في أمر لم أقرأ عنه من قبل و حتى لم أفكر فيه من قبل …رحت أقرأ سطور الكاتب ؛

انتبهت على صوت ابنها الصغير يسألها (يا ماما دي ريحة شنو) قالت بهدوء (دي ريحة برتقال وتفاح) فسألها (وانتي ريحتك شنو) فأجابت بدون اهتمام وهي تضحك (ماعارفة) فأجابها صغيرها بثقة قاطعة (انتي ريحتك ماما) فتوقفت عن تقطيع ما كان بيدها مذهولة من إجابة ابنها الصغير وحدقت في الفراغ الذي أمامها قائلة في نفسها يا لإجابة صغيري التي ظللت أبحث عنها طويلًا كلما تذكرت أمي طافت بروحي رائحة لا ترتبط إلا بها ولا تأتي إلا معها وقالت (يا ربي هل لكل منا رائحة أم مختلفة عن بقية الأمهات !؟ و لماذا تظل عالقة بانوفنا طوال حياتنا !؟ وتذكرت كيف أنها وهي صغيرة كانت متعلقة بذلك الحضن الدافئ ذي الرائحة المميزة التي هي كما البصمة فهي (رائحة أمي فقط) كما قال الصغير والتي ما زلت حتى في عمري هذا وبعد كل هذه السنوات كلما طافت بخيالي لا تمر والا هذه الرائحة في أنفي كم اشتاقها واشتاق عبيرها واشتاق ان اقبل اقدامها قبل خدودها وسالت دموعها واخذت التليفون واتصلت على والدتها وعندما سمعت صوتها على الطرف الآخر من القارة السمراء ظلت صامتة ماسكة أنفاسها تسمع في صوتها وهي تقول الو .. الو ..الو ثم بعد الثالثة قالت :(اهلاً يا أمي أنا مشتاقة لك ومشتاقة لريحتك ياريت لو التليفون فيه مكان للشم كنت قلت لك احضني التليفون عليك عشان اشم ريحتك) وسالت دموع الشوق على خدود الأم والإبنة.

٢٠٢١/٩/٣٠

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.