الاسرة والطفل

هل من حق المرأة أن تحب أكثر من رجل ؟

كتبت : نغم الجارحى

الحب هو أسمى شعور وأجمل احساس يمكن أن يشعر به الانسان بدون اختيار أو سبب أو تفكير، الحب يقتحم القلب دون سابق انذار أو إستئذان ويخطف القلب كالبرق وتزداد نبضاته

ومن يعيش الحب الحقيقى شخص محظوظ حقاً  لأن هذا الشعور قد لا يصادف الكثير من البشر ولكنهم يسمعون عنه من أصدقائهم ويتمنون أن يقابلهم الحب الحقيقى ويشعرون به.

هل من حق المرأة أن تحب أكثر من رجل ؟ 4

لايستطيع الانسان مهما بلغت قدرته على التحكم فى قلبه وما يدور داخله ولكنه يحاول التكتم والتزام الصمت وفقاً لتقاليد المجتمع  و قد روى عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب السيدة عائشة أكثر من كل زوجاته.

ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنها ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآله ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﻴﻦ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﻓﻴﻌﺪﻝ ﻭﻳﻘﻮﻝ: «اﻟﻠﻬﻢ ﻫﺬا ﻗﺴﻤﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻓﻼ ﺗﻠﻤﻨﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻭﻻ ﺃﻣﻠﻚ» . ﺭﻭاﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ.

وأما المراد منه فهو أنه يملك أن يعدل في المبيت والعطاء ولا يملك أن يعدل في ميل القلب . ويشهد له قول الله تعالى : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [سورة النساء : 129].

وتختلف وجهات النظر بإختلاف عادات وتقاليد كل مجتمع  وكذلك بين الرجل والمرأة

الرجل فى المجتمع الشرقى يكتسب حقوق أكثر من المرأة مع أنهما من فصيل واحد وهو بنى البشرو لهما نفس القلب ونفس المشاعر والاحاسيس ولكن الرجل يدعى أنه  يحب أكثر من امرأة فى نفس الوقت ويبرر ذلك بأن الله سبحانه وتعالى أتاح له الزواج بأربعة من النساء فى وقت واحد.

ولكن السؤال هنا:

هل المرأة تستطيع  أن تحب أكثر من رجل فى وقت واحد ؟ وطبعا لا أقصد هنا الزواج ولكنى أقصد بالحب المشاعر والاحاسيس التى لا حيلة لنا فيها  ، فمن الناحية الدينية فلا إختلاف على أن كل الديانات تحرص على الحفاظ على القيم والأخلاق والحفاظ على الأسرة وتربية الأطفال وتنشئتهم بطريقة صحيحة بين أب واحد وأم واحدة حتى عندما شرع الإسلام تعدد الزوجات وضع لها ضوابط وظروف معينة وأهمها العدل وطبعا التشريع هنا للرجل وليس المرأة .

ولكن من الناحية النفسية قد تشعر المرأة أنها تحب شخصين فى نفس الوقت وهذا لايعنى أنها تتزوج رجلين أو لا تتبع الدين أو الشرع أو العرف والتقاليد، ولكنى أقصد الإحساس والشعور الذى يكون رغما عنها قد تشعر بحبها لشخصين فى نفس الوقت وبنفس الدرجة دون ان تصرح بذلك .تحب الذى يبدى إهتمامه بها وخوفه عليها والسؤال الدائم للإطمئنان عليها وتذكره المناسبات المختلفة والعمل على إسعادها ولو بكلمة أو اتصال أو لقاء عابر، وتحب الآخر الذى يبدى حبه لها بالإجتهاد فى عمله وتحقيق طموحاته وتشجيعها على تحقيق ذاتها والتفوق فى عملها والوصول الى درجات الترقى فيه والمساعدة فى الوصول لما تريد. وبين هذا وذاك تشعر بحب الإثنين معا فحب الأول بالكلام والإهتمام والسؤال، وحب الثانى بتحقيق الطموحات والوصول الى أقصى درجات الاتقان والترقى فى العمل والحياة .

والسؤال الذى يطرح نفسه هل عندما يتطلب الأمر أن تختار أحدهما هل تستطيع الاختيار؟  أم من الممكن أن تضيع منها أحلى سنوات العمر وهى غير قادرة على  الاختيار  وتحديد مشاعرها ومع من تستطيع أن تكمل حياتها منهما، ومن  يُمكن التخلى عنه دون خسائر نفسية لها.وهل  ستندم يوماًعلى إختيارها أو حتى تلوم قلبها ؟ وهل يقبل المجتمع العادل هذا الواقع الخافت فى الصدور دون توجيه اللوم أو العتاب لقلب المرأة ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق