بقلم/الدكتور محمد النجار
لماذا يقبل العرب الصلاة في قدسهم الأسير؟ وفي كنائسهم تحت سلاح الاسرائيليين ، هل هذا سلام؟ فهل يمكن أن تتنازل اسرائيل عن القدس في ظل التشرذم العربي ومقاتلة العرب بعضهم لبعض؟
كانت اسرائيل في الماضي القريب تقاتل العرب ، فتقتل منهم ويقتلون منها ، وكانت تخسر بشريا واقتصاديا مثلما يخسر العرب، لكن بعد ما أصبح العرب يقتتلون فيما بينهم ويقتلون بعضها بعضا ، ويهرولون للتطبيع المجاني ويوفرون على اسرائيل خسائرها البشرية والاقتصادية التي كانت تتكبدها
،فلماذا تتفاوض معهم أو تتنازل لهم ؟
بل إن اسرائيل تقف وتتفرج عليهم بسخرية وهي تشترك مع حليفتها الولايات المتحدة الامريكية في إمداد جميع الاطراف العربية بالسلاح بمليارات الدولارات ليس للدفاع عن مقدساتهم بل لقتل بعضهم بعضا ؟
فكيف تفكر اسرائيل في السلام مع العرب وتتنازل عن شبر واحد لأعدائها المتناحرين المنتحرين استراتيجيا ؟
يرد على هذه الاسئلة أول رئيس وزراء لإسرائيل “بن جوريون ” ويقول :
(( مسألة القدس ليست سوى مسألة ترتيبات في أساسها ، ولا حتى مسألة قدرة عسكرية ، رغم إننا لا نستطيع حل كل مشاكل القدس بالقوة العسكرية وحدها ، لكنها المرحلة الأولى لاحتلال القدس تعقبها بعد ذلك عدة مراحل أخرى)) .
كما يرد الحاخام الاسرائيلي ” جونا ثان بلاس” بهذه المقولة :
(( إن السلام يعني الكثير ،، لكن القدس شئ أثمن من السلام )).
لقد أوشكت ثروة العرب أن تكون في المدى المتوسط أو القريب مورداً هاماً للاقتصاد الإسرائيلي تفك به معاناتها الاقتصادية و وتدعم به قدراتها العسكرية التي كانت تعاني منها في حروبها السابقة مع أعدائها العرب …
إن اليهود يتمسكون بأوهامهم الصهيونية وأباطيلهم العدوانية أمام تفريط العرب في حقوقهم الوطنية ومقدساتهم المسيحية والإسلامية.
إن التنازل عن المسجد الأقصى وفلسطين الإسلامية جريمة في حق الإسلام والمسلمين والمسيحيين ، لأن التنازل عن فلسطين انما هو تفريط في المقدسات الاسلامية والمسيحية وخيانة للدين الاسلامي والمسيحي وللمسلمين والمسيحيين على حد سواء.
فهل ينتصر اليهود بأباطيلهم ويندحر العرب بمقدساتهم ؟
فماذا تُخبأ الأيام للعرب في صراعهم
د.محمد النجار 29-06-2020م الاثنين 9 ذو القعدة1441هـ