وأخيرًا… ترجل الأمير النائم وترك خلفه وجع السنين

قصة الأمير الوليد: جسد ساكن وروح متعلقة بالأمل
أمضى الأمير الوليد بن خالد بن طلال أكثر من عشرين عامًا في غيبوبة تامة، جسدًا ساكنًا بين الأجهزة، وروحًا تنتظر يقظة لا يعلم سرها إلا الله، بينما بقيت أسرته، وعلى رأسهم والده الأمير خالد بن طلال، قابضين على جمر الصبر، مشعين بالأمل.
الأب.. رمز للثبات وراية للصبر
الأمير خالد بن طلال لم يترك ابنه لحظة. ظل إلى جانبه، يتنقل به من سرير إلى آخر، ويغرس حوله زهور الدعاء وهمسات القرآن. مشهد نادر يفيض بمعاني الأبوة الحقيقية والإيمان الصادق بقدرة الله، ويؤكد أن الرجاء لا ينكسر في قلوب الوالدين.
سنوات من الانتظار.. وقلب لا يمل الدعاء
مرت السنين، وتبدل الزمان، لكن الأمير النائم ظل على حاله، يتنفس من حوله الصابرون عبق اليقين، مؤمنين أن الفرج بيد الله، وأن المعجزات قد تأتي ولو بعد حين.
ترجل الأمير النائم.. وترك قصةً لا تُنسى
اليوم، يترجل الأمير الوليد بن خالد بهدوء، وكأنّه أنهى رحلته الطويلة، وغادر ليخلّد قصة ستبقى تُروى للأجيال: قصة صبر، ورضا، وإيمان لا يهتز، وحنان والد لا يفتر.
رحيل الوليد.. وبقاء الدرس الأعظم
لقد رحل الوليد، لكنه لم يرحل خالي اليدين؛ بل ترك في قلوب الناس درسًا بليغًا عن الحب الصادق، والبر الثابت، وأهمية ألا نفقد الأمل حتى وإن طال الانتظار، وأن الدعاء لا يُرد ولو بعد عشرين عامًا.
تحية وفاء إلى الأمير خالد بن طلال
إلى الأمير خالد، الذي جسّد معاني الأبوة في أنبل صورها، نبعث تحية ملؤها التقدير والدعاء. لقد علمتنا أن الأب يمكن أن يكون وطنًا لصبر لا ينكسر، وأن من يحمل الأمل لا يُهزم مهما طال الابتلاء.
رحم الله الأمير الوليد، وجعل مثواه الجنة، وألهم أسرته الصبر والسلوان.
إنها قصة من نور، سُطرت على جبين الزمن، وعنوانها: الرضا حين يقسو الزمان، والأمل حين يطول الانتظار.
نقلا عن صفحة الفيسبوك للكاتب والباحث مدحت سالم