وداعا.. أيها “الرئيس العربي الأوحد” عبدالرحمن سوار الذهب

كتب/ د.محمد النجار

سيظل رجلا عظيما في ذاكرة كل عربي مسلم ، ومستحيل نسيانه ، وحقيقي معدنه ذهب ..و له نصيب كبير من اسمه !
إنه “الرئيس العربي الأوحد” الذي وفَّى بعهده وقام بالتنازل عن الرئاسة بإرادته لحكومة مدنية منتخبة في السودان الشقيق ، ولعل من يقرأ تلك السطور يعرف اسم الرئيس المحترم الذي اكتب عنه لسمعته الطيبة وحبه الحقيقي لوطنه ، وليس حبا للسلطة التي يستعد بعض الرؤساء لإبادة شعبه في سبيل الوصول لها..
فقد فقدت الأمة العربية والإسلامية اليوم الخميس18-10-2018 واحداً من أخلص رجالها (ولا نزكي على الله أحداً)، وهو الرئيس الأسبق لجمهورية السودان المشير عبد الرحمن سوار الذهب في المملكة العربية السعودية.

كيف تسلم سوار الذهب السلطة :
اثناء انتفاضة ابريل عام 1985 استلم سوار الذهب السلطة بصفته أعلى قادة الجيش ، وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات ثم قام بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة في العام التالي.
وتسلّم مقاليد السلطة بعد انقلاب عسكري في السودان بإمرة ضباط على رأسهم اللواء حمادة عبدالعظيم حمادة والعميد عبدالعزيز الأمين والعميد فضل الله برمه ناصر وبعد تردد تقلد رئاسة المجلس الانتقالي إلى حين قيام حكومة منتخبة وارتقى لرتبة المشير.

كيف تنازل سوار الذهب بإرادته السلطة :
لقد صدق المشير سوار الذهب في وعده امام الله ثم امام الجماهير ، فبعد سنة واحدة فقط في الحكم قام بتسليم مقاليد السلطة للحكومة المدنية الجديدة ( المنتخبة) برئاسة رئيس وزرائها / الصادق المهدي – ورئيس مجلس سيادتها / أحمد الميرغني ثم اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.
لقد ترك الرئيس سوار الذهب سمعة طيبة ومبادرة رائدة في تسليمه السلطة الى حكومة مدنية منتخبة من الشعب السوداني ، ولم يتشبث بالسلطة ولم يقتل فردا واحدا من ابناء شعبه ، فلم يحبه الشعب السوداني وحده ، بل أحبته كل شعوب الأمة العربية والاسلامية ، بل أحبه كل انسان حر محترم ، واحترموه بأفئدتهم وعقولهم ، وكان مثالا يجب ان يحتذى به رؤساء الدول العربية في أن بقاء الرئيس محترما في ذاكرة شعبه أفضل بكثير من بقاءه في السلطة عشرات السنوات يرتكب فيها من الظلم والظلمات ويدعو عليه الفقراء والمعوزين والايتامي والمساكين ، ويلعنه التاريخ على مدار القرون ، ثم يكون حسابه عسيرا عند الله الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.
وداعا … ايها الرئيس العظيم عبدالرحمن سوار الذهب .. داعين الله تعالى أن يسكنك الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً ، وان يرزق الله المسلمين امثالك من الرؤساء الصالحين.
وندع الله ان يرزق الامة برؤساء وحكام منتخبين يحتذون حذوه ، ويكونوا صادقين في وعودهم مع شعوبهم ، ويحكمون بشريعة ربهم ، وفترة رئاسة واحدة يحققون فيها الرخاء والحرية والتعليم والارتقاء بشعوبهم في كافة مجالات الحياة ..
د.محمد النجار 18-10-2018م الخميس 09صفر 1440هـ

Exit mobile version