الفن والثقافة

ورا كل باب حكاية

بقلم /خالد طلب عجلان
هناء أخر العنقود تبلغ من العمر عشرين عاما.. كانت جميلة لحد فاق الحد ..وتقدم لخطبتها الكثير والكثير ولكنها كانت تتدل من حسنها وكانت تتعالى من شدة جمالها
وكانت تتعامل بسخرية لكل من تقدم لخطبتها…كانت أحلامها تفوق البيئة التى نشأت بها.. هي من قرى الريف
والريف تحكمه قيود وعادات وثوابت صعب تغيرها أو الخروج عليها.. حصلت على دبلوم التجارة ولكنها كانت غير مقتنعة بتلك الشهادة أيضا وتنظر للقدر بسخرية في كل أحوال حياتها
كانت تنظر في المرايا فترى نفسها أميرة تجلس على عرش هذا الكون ..وكأن الطبيعة تفننت في رسم ملامح جمالها
ولكن هل جمال الوجه وحده كافيا ليكون الأنسان جميلا…أعتقد لا ..الجمال له عدة أوجه يكتمل الجمال حينئذ جمال الروح
وجمال الطباع والصدق كلها عوامل الجمال… ولكنها كانت تفتقد لمعظم معاني الجمال ظلت تكذب حتي صدقت نفسها
رفضها الدائم لكل من تقدم لخطبتها جعل الجميع ينفر منها ويبتعد وكثرة كذبها جعل الجميع لا يصدقها..حتى في قمة صدقها
توالت الأيام والشهور بل والسنين وتقدم بها العمر… حتى وصل عمرها الأن 33 عام ذهب بريق العينين وتبدلت ملامح الجمال
لم يعد خلف الباب طارقا لم يعد خلف الباب مناديا لم يعد خلف شخص يحمل جزء من حلمها في الماضي
ول الزمان ولن يعود وقطار الزواج الذي لهث ورائها أعوام وأعوام توقف ولم يعد يمر حتى بأطياف أحلامها.. ولكنها الأن تنتظر وتنتظر القطار
ولكن لن يعود الماضي.. فعقارب الساعة لا تعود للخلف… بشئ من الكبرياء تعيش ولكنها منكسرة مهزومة منطوية أبتعد عنها أقرب الناس اليها
الذنب ذنبك عزيزتي تعاليتي كثيرا حتى فات الوقت وأورثك التعالي خضوعا.. كذبتي فخسرتي كل من حولك حتي في صدقك كذبتي وبكيتي ولم تجدي دموعك
الذنب ذنبك لا لوم علي ولا عتاب تذكري يوما نصحتك ولومتك وعاتبتك وأرشدك إلى طريق الصواب الذنب ذنبك البستك لباس الصدق
فلم ترتديه وكلامي شعري وقصائدي وحبي والهامي ودموع عيني
من كل ذلك سخرتي وضحكتي وبابك لي لم تفتحيه مواطن الجمال والعشق وكلام الهوى
قولت وأشعرت ..وأشعرتيني بحزن لم أرى له مثيل… أحلامي يوم كانت معك
واليوم صرتي كابوس أخاف أن يأتيني بثوبك فيفزعني من أحلى أيام سنيني اليوم رحلت عنك وراحة بالي تكفيني
لم أرى يوما في حبك حنانا أو حبا أو حتى عطفة تحييني
لم يعد وجهك يجذبني لم يعد لحديثك معنى لم تعد حواسي تتحمل وصوتك ضجيج يؤلمني ويعكر صفو أيامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى