وزير الخارجية الأمريكي يثير الجدل برسمه علامة الصليب على جبهته خلال مقابلة تلفزيونية
كتب – محمد السيد راشد
أثار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو جدلًا واسعًا بعد ظهوره في مقابلة تلفزيونية على شبكة “فوكس نيوز” وعلى جبينه علامة الصليب المصنوعة من الرماد، تزامنًا مع احتفال المسيحيين بـأربعاء الرماد، الذي يمثل بداية الصوم الكبير لدى الكاثوليك.
جدل واسع على منصات التواصل
أحدث ظهور روبيو بهذه العلامة انقسامًا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتبره البعض تعبيرًا عن التدين الشخصي، بينما رأى آخرون أنه مظهر من مظاهر التلاعب الديني في السياسة.
وعلى منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، انتقد العديد من النشطاء المشهد، حيث قال أحدهم:
“لقد نشأت في مدرسة كاثوليكية، ورأيت الملايين من الصلبان المرسومة في يوم أربعاء الرماد، لكن لم أرَ شيئًا يشبه الصليب الذي ظهر به ماركو روبيو هنا. كم هو غريب أن يكون هذا الصليب المزيف!”
البيت الأبيض وأربعاء الرماد
بالتزامن مع هذا الحدث، أقيم قداس كاثوليكي لموظفي البيت الأبيض، كما أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب بيانًا بهذه المناسبة، جاء فيه:
“خلال موسم الصوم الكبير، يقضي المسيحيون 40 يومًا وليلة في الصلاة والصيام وأعمال الخير لتعميق إيمانهم. اليوم، يرتدي أتباع المسيح صلبانًا من الرماد على جباههم، كتذكير مقدس بفنائهم وحاجتهم الدائمة إلى رحمة المسيح اللامحدودة ومحبته الفدائية.”
ماذا يعني “أربعاء الرماد”؟
يُعد “أربعاء الرماد” اليوم الأول من الصوم الكبير، وهو فترة تستمر 40 يومًا من الصلاة والصيام استعدادًا لعيد الفصح. ويُوضع الرماد على جباه المصلين كرمز للتوبة والتواضع، مستوحى من النصوص الكتابية، حيث يرمز إلى الفناء والتذكير بالآية الشهيرة:
“من التراب وإلى التراب تعود.”
السياسة والدين.. خط فاصل أم تداخل مستمر؟
يأتي هذا الحدث في ظل تصاعد الجدل حول استخدام الرموز الدينية في السياسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات بارزة مثل وزير الخارجية الأمريكي. فهل كان ظهور روبيو بهذه العلامة تعبيرًا عن التزام ديني شخصي؟ أم أنه رسالة سياسية تحمل أبعادًا أعمق؟
