وزير الخارجية السعودي يزور لبنان لتعزيز النفوذ والإصلاح

كتب – محرر الشئون العربية

يزور وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، لبنان يوم الخميس في أول زيارة يقوم بها أكبر دبلوماسي سعودي إلى بيروت منذ 15 عامًا. تهدف الزيارة إلى تعزيز الإصلاحات السياسية والاقتصادية في لبنان، في إطار استراتيجية تسعى الرياض من خلالها إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، في وقت يشهد تراجعًا في التأثير الإيراني هناك.

تأتي زيارة الأمير فيصل وسط تحولات سياسية كبرى في لبنان، خاصة بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، جوزاف عون، وتكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة. تمثل هذه الزيارة إشارة واضحة إلى الاهتمام السعودي المتجدد بلبنان بعد سنوات من التوتر السياسي.

خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أكد الأمير فيصل أن انتخاب رئيس لبناني بعد فراغ طويل يعد خطوة إيجابية. كما أشار إلى أهمية تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات حقيقية تلبي تطلعات الشعب اللبناني.

تاريخ العلاقات السعودية-اللبنانية:

أنفقت المملكة العربية السعودية مليارات الدولارات لدعم لبنان على مر السنين، بما في ذلك إيداعات في البنك المركزي ودعم إعادة الإعمار بعد حرب عام 2006. ومع ذلك، واجهت الرياض تحديات مع تنامي نفوذ حزب الله المدعوم من إيران.

يشير المراقبون إلى أن الدعم السعودي للبنان هذه المرة قد يكون مشروطًا بالإصلاحات وبحكومة تُظهر شفافية في استخدام المساعدات.

التحديات الاقتصادية والإصلاحات المنتظرة:

لبنان يعاني من أزمة مالية حادة منذ عام 2019، حيث أدى الانهيار المالي إلى فقدان الودائع في البنوك وإفقار شريحة كبيرة من السكان. ومع تولي نواف سلام مهام تشكيل الحكومة، تتطلع المملكة إلى حكومة ذات نهج إصلاحي حقيقي.

وفقًا لمصادر محلية، فإن الدعم الدولي، بما في ذلك السعودي، يعتمد على نجاح لبنان في تشكيل حكومة تلتزم بالتعافي الاقتصادي والإصلاح المؤسسي.

أبعاد إقليمية:

زيارة الأمير فيصل تندرج أيضًا ضمن الاهتمام السعودي بسوريا المجاورة، حيث تلعب الرياض دورًا رئيسيًا في التواصل مع القيادة الجديدة هناك.

ومع تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، يبدو أن السعودية تسعى إلى إعادة تشكيل توازن القوى في لبنان وسوريا على حد سواء.

تعد زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى بيروت خطوة محورية في إعادة العلاقات السعودية-اللبنانية إلى مسارها الصحيح. ومع ذلك، فإن الدعم المستقبلي مشروط بتحقيق إصلاحات حقيقية وشفافة تعيد بناء الثقة بين الشعب اللبناني والمجتمع الدولي.


 

Exit mobile version