وزير الخارجية ونظيره الروسي يؤكدان رفض أي كيانات موازية في السودان
الأمم المتحدة تحذر من استعدادات واضحة لمعارك جديدة في كردفان

كتبت – د.هيام الإبس
أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي ونظيره الروسي سيرجي لافروف ضرورة الحفاظ علي الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية والحفاظ على وحدة السودان ورفض اية كيانات موازية.
وذكرت وزارة الخارجية والهجرة المصرية في بيان اليوم السبت أن ذلك جاء في اتصال هاتفي تلقاه عبد العاطي من نظيره الروسي في إطار التنسيق المستمر والتشاور بين البلدين حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح البيان أن عبد العاطي كرر خلال الاتصال ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية مستعرضاً الجهود التي تبذلها مصر في إطار الآلية الرباعية الهادفة إلى تحقيق التهدئة والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.
كما شدد عبد العاطي على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان التوصل إلى هدنة إنسانية شاملة وفتح الممرات الآمنة لتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى مختلف المناطق المتضررة.
وأعرب عن إدانة مصر للانتهاكات الجسيمة التي شهدتها مدينة الفاشر وقلقها البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية على الأرض مؤكداً استمرار مصر في تقديم الدعم الإنساني للسودانيين.
الأمم المتحدة تحذر من استعدادات واضحة لمعارك جديدة في كردفان
فى الأثناء، حذَّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، من “استعدادات واضحة” لمعارك جديدة في السودان وتحديداً في كردفان.
وتعد كردفان منطقة إستراتيجية وتقع بين العاصمة الخرطوم التي يسيطر عليها الجيش، وإقليم دارفور الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
ورغم دعوات الهدنة، أصدرت الأمم المتحدة، تحذيراً شديد اللهجة بشأن الاستعدادات الجارية لتصعيد القتال في إقليم كردفان، مجددة دعوتها إلى إنهاء العنف المستمر في السودان.
جاء التحذير عقب إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على هدنة إنسانية، وذلك بعد سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، أواخر أكتوبر الماضي.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن المدنيين في الفاشر “يُمنعون من المغادرة ويواجهون انتهاكات مروّعة”، مشيراً إلى أن الفارين يتعرضون لـ”أعمال قسوة لا تُصدّق”.
وأضاف تورك أن هناك استعدادات واضحة لتصعيد القتال في كردفان، وسط تزايد الخسائر البشرية والنزوح الجماعي وغياب أي مؤشرات على التهدئة.
واتهمت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم قتل ونهب وعنف جنسي، داعيةً إلى وقف الدعم العسكري وتحرك دولي عاجل لوقف دوامة العنف في دارفور وكردفان.
وأشار تورك إلى أن سقوط مدينة الفاشر منح قوات الدعم السريع السيطرة على عواصم ولايات دارفور الخمس، ما يثير مخاوف من انقسام السودان فعلياً بين الشرق والغرب.
وفي الثالث من الشهر الجاري، أعلنت الأمم المتحدة أن موجة نزوح جديدة ضربت ولاية شمال كردفان، وفرّ عشرات الآلاف من المدنيين بعد تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، فإن نحو 36.825 شخصًا اضطروا لمغادرة 5 مدن وقرى في الولاية خلال الأيام الماضية، في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
وتأتي هذه التحركات ضمن تدهور أمني وإنساني خطير تشهده البلاد، خاصة في المناطق المتاخمة لدارفور.
وذكرت أن النازحين يتوجهون إلى مناطق أكثر أمانًا داخل شمال كردفان أو إلى ولايات مجاورة، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة محدودية الخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الطبية.
وتعد هذه الموجة من أكبر موجات النزوح خلال الأسابيع الأخيرة، وتسلط الضوء على تدهور الأوضاع في السودان، خاصة بعد تصاعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق جديدة، وغياب أي تسوية سياسية أو تهدئة ميدانية بين طرفي النزاع.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل 2023 حربًا دامية، أسفرت عن عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخل البلاد وخارجها.




