احدث الاخبارالسودان

وزير الخارجية يؤكد على موقف مصر الثابت والداعم للشعب السوداني

تحول استراتيجي في مسار الحرب: قيادات “القوات المشتركة” تنتقل من “جحيم الفاشر” لقيادة معارك الحسم في كردفان

كتبت – د.هيام الإبس

وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي اليوم السبت، ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة وسيادة السودان.

وأوضحت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن عبد العاطي أطلع مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، خلال لقاء على هامش قمة مجموعة العشرين، على الجهود المصرية في إطار الآلية الرباعية لدعم التهدئة، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار بالسودان.

وشدد عبد العاطى على موقف مصر الثابت والداعم للشعب السوداني ومؤسساته الوطنية.

وبينما تستمر معارك شرسة في ولايات شمال كردفان، وتحديداً بمدينة بابنوسة الاستراتيجية، شهدت مدينة دنقلا بشمال السودان أول اشتباك بين الجيش السوداني وميليشيا محلية موالية له تعرف بـ«أولاد قمري»، أثار موجة من الرعب والمخاوف بين السكان المحليين، طوال يوم الجمعة، قُتل خلاله عدد من أفراد الميليشيا، وأصيب قائدها إصابة خطيرة نُقل على أثرها للمستشفى.

وجاءت التطورات الميدانية بعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عزمه على إنهاء «الفظائع» الدائرة في السودان بين «الدعم السريع» والجيش منذ أبريل 2023، بناء على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأعرب «مجلس السيادة» السوداني برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، مساء الأربعاء، استعداده للتعاون مع واشنطن والرياض لإنهاء الحرب.

كما رحبت «قوات الدعم السريع» في بيان نشرته على «تلجرام» الجمعة بالخطوة، معلنة أنها تتابع بـ«اهتمام وتقدير بالغين التحركات الدولية المكثفة بشأن الأوضاع في السودان، ونعلن استجابتنا الكاملة والجادة لهذه المبادرات».

ووجهت «الدعم السريع» الشكر للرئيس ترمب، وقادة دول «الرباعية» على «جهودهم المقدّرة ومساعيهم الحميدة للتوسط في النزاع السوداني من أجل وقف الحرب المفروضة علينا».

وأضافت: «نؤكد للشعب السوداني وللمجتمع الدولي أن العقبة الحقيقية أمام تحقيق السلام هي العصابة المتحكمة في قرار القوات المسلحة من فلول النظام البائد وقيادات تنظيم الإخوان (المسلمين)».

الإمارات تدعو لوقف النار وحكومة مدنية ومحاسبة طرفَي الصراع بالسودان

من جهتها، رحبت الإمارات برغبة الرئيس ترمب في إنهاء الحرب بالسودان. وخلال محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، أشاد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بـ«قيادة ترمب للجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في السودان»، بحسب ما أعلنت الإمارات العضو في «الرباعية» التي تضم أيضاً مصر والسعودية والولايات المتحدة .

من جانبه، دعا المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، السبت، إلى وقف النار و«إنهاء الحرب الأهلية الدامية في السودان بشكل عاجل».

وأكد قرقاش على حسابه بمنصة «إكس» أن «السودان دُفع إلى حافة الانهيار بعد أن أطاح طرفا الحرب بالحكومة المدنية». وأضاف: “وحدة السودان وعودة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين تمثلان مصدر قلق بالغ”.

مشدداً على أن الحل واضح ويبدأ بـ«وقف فوري لإطلاق النار»، ومحاسبة الطرفين على الفظائع التي ارتُكبت، ووصول المساعدات إلى المتضررين دون قيود، وانتقال موثوق به إلى حكومة مدنية مستقلة.

ورغم الجهود الدولية المستمرة لوقف الحرب التي تتصاعد وتيرتها، فإن طرفَي الحرب لا يزالان يخوضان حرباً شرسة في ولايات كردفان.. والجمعة تمددت الحرب إلى الولاية الشمالية وعاصمتها دنقلا، حيث أكدت مصادر عسكرية وشهود محليون وقوع اشتباكات بين الجيش السوداني وميليشيا محلية موالية له تعرف بـ«أولاد قمري»، أدت إلى مقتل عدد من أفراد الميليشيا، وإصابة قائدها إصابة خطيرة نُقل على أثرها للمستشفى.

وقال شهود محليون إن منطقة الميناء البري بمدينة دنقلا شهدت الجمعة اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين ميليشيا «أولاد قمري» وقوات من الجيش وقوات جهاز المخابرات العامة، استمرت عدة ساعات، قبل أن يسود الهدوء، دون إصابات بين المدنيين. ولا يعرف تحديداً عدد القتلى من أفراد الميليشيا المحلية، لكن التقارير أشارت إلى أن الجيش تسلم عشرات العربات القتالية من الميليشيا، وأصيب قائد الميليشيا الشهير بـ«التوم قمري»، ونُقل إلى المستشفى بحالة خطيرة، ولم تصدر تقارير رسمية من الجيش أو الميليشيا.

وتباينت المعلومات حول أسباب الخلاف بين الجيش والميليشيا التي كانت حليفة له إلى ما قبل الاشتباك، بين كونها «خلافات شخصية» مع القيادات العسكرية، وبين كونها نزاعاً على كميات من الوقود، وبين رفض «أولاد قمري» الاستجابة لطلب الجيش تسليم العربات القتالية التابعة لهم للقيادة العسكرية، ونُسب إلى مصادر عسكرية أن المجموعة رفضت الانصياع لتعليمات الجيش، فاضطرت القوات للتعامل معها بالقوة.

وقال شهود ونشطاء على وسائل التواصل، إن الجيش ألقى القبض على عدد من أفراد المجموعة وصادر أسلحتهم وسياراتهم وزجّ بهم في السجن، وإن قائد الميليشيا أصيب أثناء الاشتباكات، وقُتل حارسه الشخصي، ورجحت تلك المنصات أن إصابة الرجل خطيرة وفي الرئة.

وميليشيا «أولاد قمري» هي ميليشيا محلية ظلت تنشط في التهريب وتجارة المخدرات منذ عدة سنوات، وأسسها الشقيقان المفصولان من الجيش المعروفان بأولاد قمري «الحسن والحسين». وشاركت هذه الميليشيا في بداية الحرب إلى جانب الجيش في القتال ضد «قوات الدعم السريع».

وحصلت بناء على ذلك على عدد من السيارات القتالية، وزعمت أنها انضمت إلى ما تعرف بـ«الكتيبة الاستراتيجية»، وحصلت على رتب عسكرية، ومعسكرات تجنيد، لكنها لم تتخلَّ عن دورها الأول بالنهب والتهريب والسيطرة على مناجم تعدين الذهب.

في تطور لافت ينذر بتغيير قواعد الاشتباك في الحرب السودانية، أعلنت القوات المشتركة للحركات المسلحة (المتحالفة مع الجيش السوداني)، أمس، عن نجاح عملية نوعية تمثلت في خروج آمن لنخبة من قياداتها العسكرية الميدانية من مدينة الفاشر، ووصولهم إلى محاور القتال في إقليم كردفان، في خطوة وصفها مراقبون بأنها “إعادة تموضع استراتيجي” تهدف لنقل ثقل المعركة من دارفور إلى العمق السوداني.

وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المشتركة، وصول هذه القيادات -التي تتمتع بخبرات قتالية عالية اكتسبتها خلال حصار الفاشر- إلى مواقع القيادة في ولايات كردفان.

وأشار الإعلان صراحة إلى وصول “حربي آسيا الخليفة”، الناطق باسم الفرقة السادسة مشاة، إلى منطقة “مقرن النيلين” بسلام، مما يبدد الشائعات حول مصير قادة الفرقة بعد سقوط المدينة.

ويأتي هذا التحرك لتعزيز الدفاعات في محور كردفان (شمال وغرب وجنوب)، الذي تحول إلى “الجبهة الرئيسية” للحرب، حيث تسعى القوات المشتركة والجيش لصد محاولات قوات الدعم السريع للتوغل شرقاً نحو النيل الأبيض ووسط السودان الغني بالموارد.

ويأتي هذا الإعلان بعد نحو شهر من سقوط مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، في أيدي قوات الدعم السريع يومي 26 و27 أكتوبر 2025.

وقد كشفت التقارير اللاحقة عن مأساة إنسانية مروعة، حيث أشارت تقديرات الأمم المتحدة ومختبر “ييل” للبحوث الإنسانية إلى مقتل ما يزيد عن 2,500 مدني خلال الساعات الأخيرة من السقوط، وسط تقارير عن عمليات حرق ودفن جماعي لطمس الأدلة.

وأوضحت مصادر عسكرية أن انسحاب القيادات والقوات المتبقية من الفاشر كان قراراً تكتيكياً اضطراريًا لتجنب “مذبحة شاملة”، وللحفاظ على الكوادر القيادية لإدارة المعركة في الجبهات المتبقية.

وبانتقال الثقل العسكري إلى كردفان، تتشكل ملامح مرحلة جديدة من الحرب تتسم بالآتي:

المدن المستهدفة: تركز المعارك حالياً على مدينة بابنوسة في غرب كردفان التي تعاني من حصار خانق، ومدينة الأبيض الاستراتيجية (شمال كردفان) التي تمثل عقدة مواصلات حيوية، وذلك بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة بارا مطلع نوفمبر الجاري.

تكتيكات جديدة.. تسعى القيادات الوافدة من الفاشر لتطبيق خبراتها في “حرب المدن” والقتال الصحراوي لصد الهجمات السريعة التي تشنها الدعم السريع مستخدمة الدراجات النارية والمسيرات الحديثة.

الدعم الجوي.. يعتمد الجيش السوداني بشكل مكثف على الغطاء الجوي (الطيران الحربي والمسيرات) لتعويض الفارق الميداني في كردفان، بينما تحاول الدعم السريع استغلال المناطق المفتوحة للتقدم السريع نحو منشآت النفط وطرق الإمداد.

ويرى خبراء عسكريون أن توقيت هذا الإعلان يحمل رسالة معنوية مزدوجة:

للداخل: رفع الروح المعنوية لجنود الجيش والقوات المشتركة في كردفان بتأكيد وجود قيادات متمرسة بينهم.

للخارج: التأكيد على أن خسارة الفاشر لا تعني نهاية العمليات العسكرية، بل إعادة ترتيب للأوراق استعدادا لمعارك استنزاف طويلة الأمد في وسط وغرب السودان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى