وزير الخارجية يجدد التأكيد على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة السودان
البرهان يعلن استعداده للعمل مع ترامب لإنهاء الحرب في السودان

كتبت – د.هيام الإبس
بحث الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، ومسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والإفريقية، خلال اتصال هاتفي، تعزيز إطار التنسيق والتشاور المستمرين بين مصر والولايات المتحدة في مختلف المجالات، بما يعكس عمق الشراكة الإستراتيجية التي تجمع البلدين.
وثمن الجانبان خلال الاتصال العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر والولايات المتحدة، وأكدا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتناول الاتصال عدداً من الملفات الإفريقية، وفي مقدمتها الأوضاع في السودان وليبيا، فضلًا عن التطورات في منطقة البحيرات العظمى وشرق جمهورية الكونجو الديمقراطية ومنطقة القرن الإفريقي.
وفيما يخص الأوضاع في السودان، أكد الجانبان أهمية دعم وحدة السودان وسلامة أراضيه، واستمرار التنسيق في إطار الرباعية الدولية، معربين عن الرفض الكامل لأي محاولات تستهدف تقسيم البلاد أو الإضرار باستقرارها، كما جددا إدانتهما للهجوم الغادر على مقر البعثة الأممية في مدينة كادوقلي، وأعربا عن تضامنهما الكامل مع الشعب السوداني في هذه المرحلة الدقيقة.
من جانبه، أكد الوزير عبد العاطي دعم مصر الكامل للمؤسسات الوطنية السودانية، مشدداً على ضرورة إطلاق مسار إنساني فعّال يضمن وصول المساعدات دون عوائق، بالتوازي مع زيادة الدعم الإغاثي وتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والوكالات الإغاثية.
كما شدد على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية جامعة تُلبي تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والتنمية، بما يحفظ وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية.
وفيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا، أكد الوزير عبد العاطي موقف مصر الثابت الداعم لوحدة ليبيا وسلامة أراضيها، وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية، وشدد على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بملكية ليبية خالصة، تفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن في أقرب وقت ممكن، بما يعيد الشرعية للمؤسسات الليبية.
كما جدد التأكيد على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات المسلحة، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة.
كما تناول الاتصال الأوضاع في منطقة البحيرات العظمى، حيث أشاد الوزير عبد العاطي بالجهود الأمريكية التي أفضت إلى التوقيع على اتفاق واشنطن بين جمهورية الكونجو الديمقراطية ورواندا، مؤكداً ضرورة خفض حدة التصعيد الراهن وتنفيذ بنود الاتفاق باعتباره إطارًا أساسيًا لبناء الثقة وتخفيف التوتر.
وأشار إلى دعم مصر لجهود إحلال السلام وترسيخ أسس المصالحة، بما يفتح المجال أمام تحقيق التنمية الشاملة في المنطقة.
وجدد وزير الخارجية التأكيد على دعم مصر الكامل لكافة الجهود الرامية إلى تثبيت الأمن والاستقرار في منطقة البحيرات العظمى وتعزيز علاقات حُسن الجوار، معرباً عن استعداد مصر للتعاون مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان تنفيذ واستدامة الاتفاق، وتحقيق سلام دائم يخدم شعوب المنطقة.
البرهان يعلن استعداده للعمل مع ترامب لإنهاء الحرب في السودان
فى الأثناء، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالى، قائد الجيش السودانى الفريق عبد الفتاح البرهان، استعداده للعمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما توقفت المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة في شأن وقف إطلاق النار.
وافاد بيان لوزارة الخارجية السودانية، أن البرهان أكّد في ختام زيارة رسمية للرياض بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “حرص السودان على العمل مع الرئيس ترامب ووزير خارجيته(ماركو روبيو) ومبعوثه للسلام في السودان (مسعد بولس)” في “جهود تحقيق السلام ووقف الحرب”.
وأوضح مصدر حكومي سوداني أن زيارة البرهان الرسمية للرياض هدفت إلى البحث في المبادرة التي طرحها ولي العهد السعودي خلال زيارته الرسمية لواشنطن مؤخراً على الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب في السودان.
توقفت مفاوضات السلام التي تقودها الولايات المتحدة مع الدول الأخرى الأعضاء في اللجنة الرباعية للوساطة في السودان وهي مصر والسعودية والإمارات، بعد رفض البرهان آخر مقترح للهدنة طرحه بولس، دون توضيح السبب.
وسبق أن وصف البرهان الرباعية بأنها “غير محايدة”، واتهم المبعوث الأمريكي بترداد مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة المتهمة بتسليح قوات الدعم السريع.
وتنفي أبوظبي باستمرار تزويد قوات الدعم السريع بالسلاح والرجال والوقود، رغم إيراد تقارير دولية وتحقيقات مستقلة أدلة على ذلك.
أما قوات الدعم السريع فأعلنت قبولها مقترح الهدنة، لكن الهجمات على الأرض لم تتوقف في إقليم كردفان الذي يشهد معارك ضارية في حين يعاني السكان من المجاعة في مناطق عدة.
ولم تُحدَّد إلى الآن أية مواعيد جديدة للمفاوضات، سواء على مستوى وسطاء الرباعية أو الأمم المتحدة التي تحاول بالتوازي تنظيم محادثات بين الطرفين.
أسفرت الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 بين الجيش الذي يسيطر على شمال السودان وشرقه، وقوات الدعم السريع المهيمنة في الغرب وبعض مناطق الجنوب، عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين، وتسببت في “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” وفق الأمم المتحدة.
ومنذ سقوط آخر معقل للجيش في إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان، اشتدت حدة المعارك في في إقليم كردفان المجاور، وهو منطقة جنوبية خصبة غنية بالنفط والذهب وتشكل خطاً للإمداد وتحركات الوحدات العسكرية.





