كتبت: د. هيام الإبس
أكد وزير المعادن السوداني محمد بشير أبونمو أن قوات الدعم السريع جمعت عائدات ضخمة من تهريب الذهب خلال السنوات الأربع الماضية، مشيرًا إلى أن هذه العائدات تُستخدم لتمويل “أجندة مزدوجة” بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم تهريب الذهب بشكل غير قانوني عبرها مستغلة تساهل النظام العالمي في تتبع مصدر الذهب الحقيقي.
خلال كلمته في الاجتماع الوزاري لمؤتمر منطقة البحيرات العظمى بمدينة جوبا، نوه الوزير إلى أن السودان يعتزم اتخاذ خطوات أكثر صرامة تجاه الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية. كما شدد على ضرورة التعاون بين الدول الأعضاء لمنع استغلال عائدات الذهب لتمويل المتمردين ومكافحة عمليات التهريب.
أبان أبونمو أن قوات الدعم السريع سيطرت على مناجم ذهب رئيسية في ولايتي جنوب دارفور وشمال دارفور، حيث حققت إيرادات تجاوزت خمسة مليارات دولار. ويُشير الوزير إلى أن الإمارات تُعتبر المركز الرئيسي للذهب المهرب من المنطقة، مستغلّة التسهيلات التي يوفرها نظام تتبع الذهب العالمي الذي يُعنى بتتبع منشأ الذهب منذ دخوله الأسواق العالمية وليس من بلد المصدر.
دور قوات الدعم السريع وأجندتها المحلية
كما كشف الوزير عن أن قوات الدعم السريع، بتمويل إماراتي، تعمل على توطين مجموعات من دول غرب إفريقيا مثل تشاد وإفريقيا الوسطى ومالي والنيجر في السودان، وخاصة في منطقة دارفور، وذلك بغرض التطهير العرقي واستبدال السكان الأصليين، معتبرًا أن هذا الأمر يشكل تهديدًا للأمن القومي السوداني.
وأوضح أن قوات الدعم السريع استغلت تمويلها لتجنيد آلاف المرتزقة من دول أخرى، داعيًا الدول الأعضاء في منظمة البحيرات العظمى إلى إدانة قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية واتخاذ تدابير لحظر تسلل المرتزقة عبر الحدود.
مطالبات لتفعيل الرقابة ومنع تهريب الموارد
دعا أبونمو الدول الأعضاء إلى تنسيق الجهود لضبط الحدود ومنع تهريب الموارد، مشيدًا بدور السفير صموئيل، الأمين التنفيذي للمنظمة، الذي زار السودان مؤخرًا لدعم جهود الحكومة السودانية في الحفاظ على سيادتها.
وعلى الرغم من استمرار الحرب، أكد الوزير أن السودان يواصل تصدير الذهب بطرق رسمية إلى الإمارات، والتي تعد السوق العالمي الرئيسي للذهب السوداني وفقًا لمجلس الذهب العالمي.