احدث الاخبار

وساطة أمريكية تثمر عن وقف فوري وكامل لإطلاق النار بين الهند وباكستان

كتب / محمد السيد راشد

في تطور دبلوماسي بالغ الأهمية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم السبت، التوصل إلى اتفاق بين الهند وباكستان يقضي بوقف كامل وفوري لإطلاق النار بين البلدين، بعد جهود وساطة أمريكية مكثفة استمرت لساعات طويلة بهدف نزع فتيل التصعيد العسكري بين الجارتين النوويتين.

وأكد الرئيس ترمب، في منشور عبر منصة Truth Social، أن “ليلة طويلة من المحادثات بوساطة أمريكية أسفرت عن اتفاق تاريخي بين الهند وباكستان على وقف شامل لإطلاق النار”، مضيفًا: “أهنئ الجانبين على تحكيم العقل واستخدام الحكمة السياسية. شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر”.

وزير الخارجية الأمريكي: مفاوضات شاملة في موقع محايد

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الهند وباكستان ستبدآن محادثات موسعة في موقع محايد خلال الأيام القادمة، وأوضح أنه خلال الـ48 ساعة الماضية، أجرى ونائب الرئيس جي دي فانس اتصالات مكثفة مع كبار المسؤولين في البلدين لضمان التوصل إلى هذا الاتفاق.

وأضاف روبيو: “نُشيد بالحكمة التي تحلى بها رئيسا وزراء الهند وباكستان، والقرار المسؤول بتفضيل لغة السلام على لغة الحرب، والتوجه إلى مفاوضات مفتوحة وشاملة”.

الدور الأميركي والدولي في التهدئة

وفي وقت سابق، صرح وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، بأن “الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على لعب دور فعال بين الهند وباكستان”، وهو ما انعكس في الواقع عبر نجاح جهود الوساطة الأميركية، إضافة إلى أدوار داعمة من السعودية وتركيا ونحو 30 دولة أخرى شاركت في محادثات وقف التصعيد.

باكستان تؤكد: وقف كامل لإطلاق النار

بدوره، أعلن وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار أن الاتفاق مع الهند “كامل وليس جزئيًا”، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ فورًا، مؤكدًا أن “القنوات العسكرية والخطوط الساخنة تم تفعيلها بين الجانبين لتثبيت التفاهمات ومنع أي اختراق”.

وفي تطور فوري على الأرض، أعلنت هيئة المطارات الباكستانية إعادة فتح المجال الجوي بشكل كامل أمام حركة الطيران المدني، في إشارة إلى استقرار الأوضاع ميدانيًا.

الهند: لا تسامح مع الإرهاب

من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الهندية أن الاتفاق سيبدأ سريانه اعتبارًا من الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي، موضحة أن قائديْ العمليات العسكرية في البلدين سيعقدان جولة جديدة من المحادثات في 12 مايو الجاري.

وأكد وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار أن الهند “تحتفظ بموقف ثابت لا يتسامح مع الإرهاب بجميع أشكاله”، مشددًا على أن بلاده ستواصل جهودها للحفاظ على أمنها القومي دون الدخول في مواجهات موسعة.

خلفيات التصعيد: عمليات عسكرية ومسيرات

وكان الجيش الهندي قد أعلن صباح اليوم عن إسقاط عدة مسيرات باكستانية اخترقت أجواءه، ردًا على عملية عسكرية نفذها الجيش الباكستاني تحت اسم “البنيان المرصوص”، استهدفت مواقع هندية قرب المناطق الحدودية، وأسفرت عن أضرار محدودة في بعض القواعد العسكرية.

وقال الجيش الهندي في بيان: “نؤكد التزامنا بعدم التصعيد شريطة أن يلتزم الجيش الباكستاني بالتهدئة، وقد ألحقنا أضرارًا ملموسة بالقوات الباكستانية ردًا على اعتداءاتهم”.

تحذير من “حافة الهاوية”

ويُعد هذا التصعيد هو الأخطر منذ عقود بين البلدين، حيث تبادلا الضربات العسكرية بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع مواجهة شاملة بين دولتين تمتلكان السلاح النووي، ويبلغ عدد سكانهما نحو خُمس سكان العالم.

ويأمل المجتمع الدولي أن يكون هذا الاتفاق بداية لمسار سلمي طويل الأمد يُنهي التوترات المتكررة بين القوتين الآسيويتين، ويُعيد الاستقرار إلى جنوب آسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى