وصيتى إلى إبنتى.

رزقنى الله بثلاثة من الأبناء ولدين و إبنة وحيدة سميتُها أميرة وأخبرتها أن أسمها أقصده متعمداً ليكون إسماً وصفةً، لم أقسو عليها يوماً ولم أدللها كثيراً ولكنى شعرت فجأة أنى سأتركها فى دنيا متقلبة غير أمنة فناديت عليها كى أنصحها وأعلمها و أرشدها فى شكل وصية،
أى بنيتى تعلمين كم أحبك يا أميرتى فأنصتى لكلماتى وأجعليها نصب عينيكى على الدوام فقد تعمدت أن تلتحقى بالأزهر الشريف لتحفظى كتاب الله فأحفظيه عن كثب وحب تسلمى من كل كرب ، وأهتمى بدراستك جيداً حتى تنالى الشهادةً العليا تُعينك على تكاليف الحياة ، وتزينى برداء طويل فضفاض وارتدى فوق رأسك حجاب يكون لكى تاج لتكونى دوماً لؤلؤة مغلفةً عن أعين الناظرين ،و أرتدى ما يرضيكى ويرضى الله ورسوله ولا تهتمى بما يقولون أنه موضة وإخفضى من صوتك عند الحديث وإعلمى أن ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ،
يا صغيرتى غداً ستكبرين وسيقف على بابك الكثير من الخاطبين وعليكى الإختيار لمن سيُكمل معكى المشوار فتمهلى ولا تهتمى بكثرة الأنظار فالزواج يستقيم مع حُسن الاختيار وإختارى من يتمتع بالدين القيم والخُلق الحسن ويعرف معنى المودة والرحمة ولا تجعلى كل أولوياتك الوظيفة أو المهنة أو الشكل أو المكانة فالحياة الزوجية الاصل فيها التقوى والتكافؤ والعدالة، وكونى زوجة صالحة تعين زوجها على ذكر الله وعلى متاعب الحياة كونى بشوشة ومطيعة حسنة المظهر والجوهر كونى زوجك حسنة الدنيا تنالى الجنة العليا
ابنتى الاميرة اذا وهب لكى الرحمن أبناء فكونى لهم أماً حنونة عطوفة وأحرصى على تعليمهم القرأن وتعاليم الدين والاخلاق الحميدة فأنت مدرسة يتعلم منها الابناء كل فنون الحياة
يا بنيتى أوصيكى ولا أعلم كم يتبقى لى فى الحياة فإن قدر الله لى الموت فأحفظى عنى كلماتى وإن قدر لى الحياة سأكون لكى السند والحماية والأمان فى كل غاية حتى يكتب الله لى النهاية ،
يا إبنتى الغالية أعلمى أن أخويك هم أقرب الناس إليكى فحافظى على مكانتهم وسمعتهم وإستمعى لنصائحهم ولا تضعيهم موضع ضعف ابدا فأنتى تستمدى قوتك منهم وهم يقدمون ارواحهم من أجل سعادتك
وأخيرا يا بنيتى أدعو لكى فى كل صلواتى أن ينعم الله عليك بالرضا وراحة البال ودوام الصحة والسعادة وأن تهتمى بوالدتك وبى عند الشيخوخة بما تمتلكينه من عطف وحنان وبعد ان نرحل عن الحياة نحن فى أشد الحاجة الى دعواتك الكثيرة فقولى دوماً ،
ربى أرحمهما كما ربيانى صغيرا .