وفاة المحامي الفرنسي “جيل دوفير” قائد جيش المحامين المدافع عن غزة في المحاكم الدولية
دوفير في يوم إصدار مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت : الآن يمكنني أن أموت وأنا مرتاح
كتب – محمد السيد راشد
رحل عن عالمنا المحامي الفرنسي البارز والدكتور في القانون جيل دوفير، الذي يُعتبر أحد أعمدة الدفاع القانوني عن القضية الفلسطينية، وصاحب الإنجازات القانونية التي هزّت المحاكم الدولية. قاد دوفير جهودًا جبارة أسفرت عن إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، وهو إنجاز وصفه بأنه تتويج لمسيرته القانونية.
إنجازات دوفير القانونية
- قاد فريقًا قانونيًا ضم أكثر من 500 محامٍ من أنحاء العالم، بتنسيق مع جمعيات حقوقية، لرفع قضايا ضد الجرائم المرتكبة في فلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية.
- عمل منذ عام 2009 على إعداد ملفات قانونية متعلقة بـجرائم الحرب في غزة.
- ساهم في انضمام فلسطين إلى نظام روما الأساسي، ما مهد الطريق لمحكمة الجنايات الدولية لفتح تحقيقات رسمية.
- كان القوة المحركة وراء مذكرات الاعتقال الصادرة في فبراير 2021، التي أكدت ولاية المحكمة الجنائية الدولية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
تصريحاته الأخيرة
قال دوفير في يوم إصدار مذكرات الاعتقال: “الآن يمكنني أن أموت وأنا مرتاح”. وعلى الرغم من معاناته مع المرض حتى آخر لحظاته، واصل الدفاع عن القضية الفلسطينية وخصص تصريحاته الأخيرة للإعلام لشرح أبعاد هذا الانتصار القانوني، حيث تحدث لوسائل إعلام دولية، أبرزها قناة الجزيرة.
مسيرته المهنية والإنسانية
- ولد عام 1956، وكان عضوًا في نقابة المحامين بمدينة ليون الفرنسية.
- بدأ حياته المهنية ممرضًا قبل أن يتجه إلى القانون.
- محاضر في كلية الحقوق بجامعة “ليون 3”.
- عمل على قضايا حقوق الإنسان، والدفاع عن الأقليات، إلى جانب دوره البارز في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
القضية الفلسطينية في قلب مسيرته
كرّس دوفير أكثر من ثلاثة عقود للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. قدم شكوى باسم السلطة الفلسطينية في عام 2009 ضد جرائم الحرب المرتكبة في غزة. كما قاد جهودًا قانونية لملف الأسرى الفلسطينيين وحي الشيخ جراح.
شهادات زملائه
وصف الخبير في القانون الدولي عبد المجيد مراري دوفير بـ*”المحامي الإنسان وصاحب المبادئ”*. وأضاف: “تعلمت منه الكثير خلال 15 عامًا من العمل المشترك، وكان يرحب بالاختلافات بصدر رحب. بوفاته فقدنا قامة قانونية عظيمة”.
إرثه القانوني
رغم مرضه الشديد، أصر دوفير على متابعة القضايا الفلسطينية. وقبل خضوعه لعملية جراحية خطيرة، كان ملف حي الشيخ جراح آخر ما تحدث عنه.
وأوضح مراري أن دوفير كان يعتبر أن “نخوة الشعب الفلسطيني أهم من نخوة المحامين”. رحل دوفير بضمير مرتاح، تاركًا وصية بإكمال المعركة القانونية التي بدأها لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.