وفد حكومى سودانى فى جدة للتشاور بشأن مفاوضات جنيف
كتبت : د.هيام الإبس
أعلنت الحكومة السودانية إنها سترسل وفداً إلى مدينة جدة بالسعودية، للتشاور مع الحكومة الأمريكية حول الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات التى ستنعقد بجنيف في 14 أغسطس الجارى بشأن الحرب الجارية مع قوات الدعم السريع، ولبحث وقف إطلاق النار فى السودان.
وجاء فى بيان للحكومة السودانية، أن الوفد سيترأسه وزير المعادن محمد بشير عبدالله أبو نمو، وذلك “حرصاً من حكومة جمهورية السودان على تحقيق السلام والأمن والاستقرار فى البلاد ولرفع المعاناة الناتجة عن الحرب”، بحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وتوجه وزير المعادن محمد بشير أبو نمو إلى المملكة العربية السعودية صباح اليوم الجمعة، على رأس وفد الحكومة السودانية إلى مدينة جدة، وقال الوزير فى تغريدة على منصة “إكس”، إن المناقشات ستركز أولوياتها على الوطن والمواطن الذى عانى من جرائم وانتهاكات الدعم السريع إزاء صمت المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولى، حد قوله.
ونهاية الشهر الماضى، أعلن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أن واشنطن تسعى لإنهاء النزاع “ودعت الجيش السودانى وقوات الدعم السريع للمشاركة فى محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة، تبدأ فى 14 أغسطس فى سويسرا”، مضيفاً أن المحادثات التى ترعاها أيضاً السعودية ستضم الاتحاد الإفريقى ومصر ودولة الإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقب.
أول محادثات كبيرة
وستكون محادثات جنيف، التى وافقت قوات الدعم السريع على حضورها، أول محاولة كبيرة منذ أشهر للتوسط بين الطرفين المتحاربين فى السودان.
كانت الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع قد عقدت عدة جولات من المحادثات برعاية السعودية والولايات المتحدة غير أنها لم تؤد إلى حل الصراع فى البلاد.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السودانى بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالى القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتى)، حرباً خلفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على ستة ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.
وكانت الخارجية الأمريكية قد دعت كل من الجيش والدعم السريع لمفاوضات فى العاصمة السويسرية جنيف من أجل وقف إطلاق النار، وفى تغريدة على منصة (إكس)، أعلن قائد قوات الدعم السريع موافقته على الانخراط فى المفاوضات.
من جانبها، أعلنت الخارجية السودانية موافقتها المشروطة على دعوة الولايات المتحدة لحضور محادثات جنيف، فيما طالبت بعقد اجتماع مع المسؤولين الأمريكيين للتحضير للمفاوضات.
وفي سياق متصل، أفادت قوات الدعم السريع فى بيان لها أنها لن تتفاوض إلا مع الجيش السودانى، مشيرة إلى عدم اعترافها بالخارجية، وقالت إنها لن تسمح بإقحام أى مؤسسة فى مفاوضات أو محادثات لوقف الحرب وضمان الوصول الإنسانى، مؤكدة عدم وجود حكومة فى البلاد جراء انقلاب أكتوبر 2021، والانهيار الدستورى بسبب الحرب.
الغزو وغنائم الحرب
وقال آلان بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية، وهى مؤسسة بحثية مقرها بروكسل “يقر بعض مسؤولى قوات الدعم السريع بأن المجموعة ستواجه تحديات داخلية ضخمة إذا توقفت الحرب يوما ما… ما يربطها ببعضها ببعض هو الغزو وغنائم الحرب”.
موجات جديدة من النزوح
وفى أنحاء السودان، تفوقت قوات الدعم السريع مرارا على الجيش بفضل التحالفات التى أبرمتها مع الميليشيات القبلية والجماعات المسلحة الأخرى. واستغلت ولاية الجزيرة فى يوليو الماضى، كنقطة انطلاق للتقدم إلى ولايات سنار والنيل الأبيض والقضارف، مما أدى إلى موجات جديدة من النزوح وتوسيع الصراع فى قلب المناطق الزراعية بالسودان.
خطر انعدام الأمن الغذائى
ووفقا للأمم المتحدة، فر خُمس سكان البلاد البالغ عددهم 50 مليون نسمة من منازلهم ويواجه حوالى نصفهم خطر انعدام الأمن الغذائى لا سيما فى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، ويصف مسؤولو المنظمة الدولية الأزمة الإنسانية فى السودان بأنها الأسوأ فى العالم.
تفاوض لوقف إطلاق النار
وتقول قوات الدعم السريع إنها منفتحة على التفاوض بشأن وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، فيما يقول الجيش إنه لا يمكنه التفاوض قبل أن تخرج قوات الدعم السريع من المناطق المدنية وتكف عن ارتكاب الانتهاكات.
الجنجويد .. قوة أمنية
تعود جذور قوات الدعم السريع إلى ما يسمى بميليشيات الجنجويد التى ساعدت الجيش فى سحق تمرد فى منطقة دارفور بغرب السودان قبل عقدين من الزمن، وانتزعت اعترافاً بها كقوة أمنية معتمدة من الدولة فى عام 2017. وتحالفت مع الجيش للإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير فى عام 2019، لكن الجانبين اختلفا بشأن خطة مدعومة دولياً للانتقال نحو الحكم المدنى.